يبدو أن الأنباء عن زيارة كبير مخابراتيي النظام اللواء علي مملوك إلى السعودية سوف تبقى أصداؤها تتردد في الصحافة اللبنانية فترة ليست بالقصيرة، ومن بين ذلك ما أوردته جريدة "اللواء" التي أكدت نبأ الزيارة، ناسبة كلامها إلى "مصدر إعلامي سعودي موثوق".
ونقلت الصحيفة عن المصدر قوله إن الزيارة تمّت بوساطة روسية، ولكن لم يتطرّق فيها البحث إلى إنشاء تحالف رباعي يضم: السعودية ونظام الأسد وتركيا والأردن لمحاربة الإرهاب، معقبا: "ليس صحيحاً ما نُسِب قوله إلى السعوديين بأنّ أساس مشكلتهم مع بشار الأسد هو تحالفه مع إيران".
وتابع المصدر: "قال الروس للسعوديين بأنّ دعمهم للمعارضة السورية يُعيق فرص الحل السياسي، ويؤجّج الإرهاب. رد السعوديون بالنفي، وقالوا للروس هل من مبادرة لديكم لحل غير جنيف؟، فكانت الإجابة الصمت!؛ التقط السعوديون الفرصة، وقالوا حسناً، لدينا مبادرة، وكان هدف السعوديين منها إمّا إحلال السلام الذي يرضى به السوريون، أو تعرية الأسد أمام الروس، الذين اقترحوا على السعوديين الجلوس مع جماعة الأسد؟".
وأكد المصدر أن "مملوك" وصل بالفعل إلى جدة، وليس الرياض، "وكان حلفاء السعودية على علم بذلك، وربما هذا ما لم يعلمه نظام الأسد الذي تذاكى وحاول الحصول على إذن لطائرة مملوك عبر إحدى سفاراته بالخليج لرغبته بتسريب الخبر، غير مدركٍ، أي نظام الأسد، أن هناك تنسيقاً سعوديا- خليجيا".
وقال المصدر إن السعوديين طرحوا خلال اللقاء بـ"مملوك" خطة مفادها: "نوقف دعمنا للمعارضة، في المقابل تُخرِجون حزب الله وإيران والميليشيات الشيعية المحسوبة عليها من سوريا، وبذلك يكون الصراع سوريا- سوريا، أو الحل سوريا- سوريا، ونحن نبارك ما تتّفقون عليه".
ونسبت الصحيفة للمصدر قوله إن "مملوك" قال للسعوديين: "كيف نتصرّف مع حزب الله؟ أعطونا فرصة لنفكر".
وختم المصدر الإعلامي السعودي روايته بالإشارة إلى أنّ "السعوديين حقّقوا أمرين هامين: أوّلهما: تعرية الأسد أمام الروس، وإثبات أنّ الإرهاب في سوريا ليس سببه الوقوف ضد جرائم الأسد، فالإرهاب السُنّي بلا دولة راعية، بينما الإرهاب الشيعي في سوريا برعاية إيران. والأمر الثاني: إن السعوديين أثبتوا للمرّة الألف أنّ لا صدقية للأسد، وأنهم يحاربون الإرهاب بلا هوادة".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية