"خريطة" تحدد مصير مئات اللاجئين السوريين في جزيرة يونانية

تقطّعت السبل بمئات اللاجئين السوريين في جزيرة "كوس" اليونانية فأصبحوا يفترشون الحدائق والأرصفة وشواطىء البحر، وينام حوالي 700 شخص منهم على الأرض وسط الأنقاض والزجاج المكسر في مبنى قديم مهدم لا يتسع لـ200 شخص- وفق ما أفاد ناشطون- بانتظار الحصول على ورقة "خارطة" تخوّلهم الركوب في السفن ومتابعة رحلة اللجوء، ويحتشد اللاجئون بشكل يومي أمام مركز الشرطة للحصول هذه الوثيقة، وهي وسيلة تضييق جديدة عليهم في "تغريبتهم" السورية، خاصة أن الحصول على هذه الخارطة يتطلب الوقوف لساعات تحت لهيب الشمس الحارقة، كما تبين صور خصّ بها "زمان الوصل" اللاجىء "سراج الدين علون" الذي تم الإفراج عنه مؤخراً من مطار "أتاتورك" باسطنبول بعد احتجاز دام أربعة أشهر.

وأوضح اللاجىء سراج الدين علون عبر "سكايب" أن "السلطات اليونانية تفرض على كل لاجىء الحصول على هذه الخارطة لإكمال طريقه إلى أثينا ومنها إلى "سلونيك" على حدود مقدونيا"، مضيفاً أن "هذه الخارطة إجبارية لكل لاجىء مهما كان عمره، حتى ولو كان رضيعاً.

وأضاف أن "أصحاب السفن التي تقل اللاجئين لا يسمحون للاجىء بالصعود إليها إذا لم يكن بيده هذه الخريطة". 

وروى علون أن "أغلب اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى جزيرة كوس اليونانية يفترشون الحدائق والشوارع بعد أن اشترى كل واحد منهم خيمة من ماله الخاص لأنهم غير قادرين على استئجار بيوت أو شقق"، لأن "كوس"– كما يؤكد محدثنا- منطقة سياحية والفنادق فيها غالية، واختارها اللاجئون مكاناً مؤقتاً للإقامة لأنها لا تبعد عن مدينة بدروم التركية سوى ساعة فقط، وقد ينتظر اللاجىء أسبوعاً كاملاً للحصول على هذه الخريطة التي اختصت اليونان دون غيرها بفرضها على اللاجئين السوريين.

ويردف: "هذا يعني أن على اللاجىء دفع حوالي 200 يورو فيما لو فكر بالإقامة في فندق، لذلك يفضل اللاجئون النوم في الشارع أو الحدائق العامة أوعلى الأرصفة، لأن اللاجئ "مصاريه على قدو" -حسب تعبيره- إلى جانب أن الأكل غال هنا حيث يبلغ سعر سندويشة الشاورما الواحدة حوالي 5 يورو، ولذلك يلجأ السوريون لشراء الجبنة والزيتون توفيراً للتكاليف. 

ومنذ بداية العام 2015 تضاعف عدد المهاجرين الواصلين إلى اليونان الرازحة تحت ثقل ديونها، بمعدل ست مرات -حسب ما أفادت متحدثة باسم مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. 

وقالت "ميليسا فليمينغ" إن متوسط الواصلين بحراً من تركيا في الأسابيع الأخيرة تجاوز 600 شخص يومياً". 

وأوضحت أن "أكثر من 90 % من الواصلين الى اليونان يتحدرون من بلدان يأتي منها الكثير من اللاجئين مثل سوريا (أكثر من 60 بالمئة من الواصلين هذا العام) وافغانستان والعراق والصومال واريتريا".