رحّب المستشار القانوني للجيش الحر "أسامة أبو زيد" بالتصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الثلاثاء في مؤتمر صحفي قبيل توجهه في زيارة رسمية إلى الصين.
وأكد أردوغان عزم سلطات بلاده الاستمرار في العمليات العسكرية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، مجدداً الحديث أيضاً عن إنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري تمهد الطريق لعودة 1.7 مليون نازح سوري في تركيا إلى بلادهم.
وفي اتصال هاتفي مع "زمان الوصل" قال أبو زيد "إن إنشاء المناطق الآمنة يعتبر من أقدم وأهم مطالب الثورة السورية والشعب السوري، على مدار الأعوام الماضية، وذلك لوقف المجازر التي يتعرض لها المدنيون".
واعتبر أبو زيد، أن المنطقة التي يتم الحديث عنها هي بداية النهاية لوجود التنظيم على الأراضي السورية، لأن المعارك سوف تنتقل وفق تقديره إلى مراكز ثقل التنظيم في الرقة ودير الزور والحسكة، بعد طرده من مدينة حلب.
أبو زيد أكد وجود تنسيق كامل مع الفصائل المقاتلة على الأرض على اعتبار أن الدولة التركية حليف رئيس للثورة السورية.
وقال "إن معظم فصائل الحر هي على تنسيق مسبق مع السلطات التركية، عبر غرف العمليات العسكرية المتواجدة على الأراضي التركية، والأردنية أيضاً، وبالتالي فإن هذا الأمر هو مدار بحث طويل وشاق، وجاء بعد تنسيق كامل مع الفصائل المقاتلة على الأرض".
واستبعد أبو زيد خلال الاتصال وجود تنسيق عسكري تركي مع "جبهة النصرة"، معللا ذلك بإدراجها ضمن قوائم الإرهاب التركية، شأنها شأن تنظيم "الدولة" وحزب العمال الكردي "pkk".
ويرى أبو زيد أن المهمة القتالية التي ستوكل للفصائل المقاتلة في حال البدء بتشكيل المنطقة الآمنة هي مهمة أكبر من أن توكل لفصيل واحد، ملمحا إلى دور محوري لـ"حركة أحرار الشام" الإسلامية كما أشيع اعلامياً.
وأضاف:"الدولة التركية تقف على مسافة واحدة من جميع الفصائل و الاتفاق على إقامة منطقة آمنة هو اتفاق تركي -أميركي بالدرجة الأولى، وهذا يعني أن الفصائل التي ستشارك هي مجال بحث بين الدولتين".
*"أحرار الشام" تنسق مع تركيا
وكرد أولي من "حركة أحرار الشام" على ماتم تداوله إعلامياً حول دور رئيسي سيمنح للحركة من قبل السلطات التركية، أكد المتحدث الرسمي باسم الحركة "أحمد قره علي" خلال حديث خاص بـ"زمان الوصل"، وجود تنسيق مسبق بين الحركة والسلطات التركية بعود لفترة بداية الثورة وقال "إن حركة أحرار الشام متواجدة على خط الجبهة ضد التنظيم في ريف حلب الشمالي، وتخوض معارك ضاربة هناك، من أهمها المعركة الأخيرة التي انتهت بتحرير قرية "البل" في محيط مدينة صوران من سيطرة التنظيم".
في غضون ذلك وصف مصدر عسكري مسؤول من المعارضة، الحديث عن منطقة آمنة، أو منطقة خالية من التنظيم، بـ"بداية الحل السوري بموافقة أمريكية تحت غطاء محاربة تنظيم الدولة"، مبيناً أن الحل لن يكون وفق رؤية المعارضة ولا النظام على حد سواء، لكن المصدر شدد في الوقت ذاته على صعوبة المهمة العسكرية التي تقضي بطرد التنظيم، معتبراً أن ما يدور في الأروقة الخارجية "مجرد تبسيط لتعقيدات الواقع العسكرية على الأرض".
ولفت إلى أن تنظيم "الدولة" يحصن من مناطق تواجده، وخصوصاً على الشريط الحدودي التركي، علاوة على أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تحزم أمرها بخصوص إنشاء هذه المنطقة أيضاً.
مصطفى محمد - حلب - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية