علمت "زمان الوصل" من مصادر خاصة وموثوقة في حمص أن جثث الموتى تتعرض لسرقة أعضاء منها قبل دفنها في مقبرة "تل النصر".
وأشارت المصادر إلى وجود مافيا واسعة تعمل على ذلك يقودها ضباط المخابرات في حمص يتبعون بشكل مباشر لقيادات أمنية رفيعة في دمشق تقول المصادر إنها تعمل بالإتجار بالأعضاء البشرية.
وذكر شهود عيان في حمص أن سيارات مكتب دفن الموتى التابعة لبلدية حمص كانت كانت الواجهة التي تتم من خلالها عمليات نقل المتوفين حديثا من حي الوعر إلى دمشق مباشرة، دون أخذ الجثامين إلى مقبرة "تل النصر" لتوارى في مثواها الأخير بعد رفض النظام إقامة جنازة للمتوفى بحجة الأوضاع الأمنية والعسكرية الصعبة، وبعد إعطاء ذوي المتوفى رقما للقبر الذي سيدفن فيه، مسبوقا بدفع 20 ألف ليرة كرسوم لمكتب دفن الموتى على أن تتم عملية الدفن عبر التنسيق مع متعهد المقبرة المدعو "أبو شام"، والمعروف بعلاقته و"تعاونه" مع أجهزة أمن النظام منذ ما قبل الثورة.
وكشف "نقيب الأطباء في سوريا" والنقيب السابق لأطباء حمص (الخاضعة لسلطة النظام) عبد القادر حسن، خلال شهر تموز/يوليو الحالي أن النقابة وبالتعاون مع "الجهات المختصة" سحبت 5 شهادات لأطباء سوريين، بعدما ثبت ارتكابهم لجريمة الإتجار بالأعضاء البشرية، حيث تعاملوا مع شبكة تجار من خارج القطر.
كما أكدت المصادر أن عددا من المشافي الحكومية والخاصة ضالعة في هذه الشبكة، حيث تم تجهيزها بوحدات طبية يشرف عليها أطباء سوريون ولبنانيون وإيرانيون وعراقيون متخصصون بنزع الأعضاء البشرية من الميت المتوفى لتوه ومن ثم تجهيزها لشحنها وفق شروط معينة لمشافٍ في أوروبا وأمريكا اللاتينية وروسيا وحتى "إسرائيل" وإيران ولبنان.
يذكر أن رئيس قسم الطب الشرعي في جامعة دمشق، قدّر سابقاً عدد حالات سرقة الأعضاء في المناطق الشمالية من سورية عام 2014 بحوالي 18 ألف حالة، معظمها من الأطفال.
بينما أكد لـ"زمان الوصل" أحد العناصر الطبية في أحد مشافى العاصمة دمشق، والذي خرج من سوريا مؤخرا باتجاه تركيا، أن شبكة التجارة بالأعضاء البشرية "مزدهرة" في سوريا بشكل عام وفي دمشق على وجه الخصوص منذ عام 2012 حتى الآن.
وأضاف بأن تحركات القائمين على مافيا الإتجار بالأعضاء البشرية تتم تحركاتهم بيسر وسهولة ودون عراقيل أمنية كون أعضائها يحملون مهمات أمنية أعطيت من قبل أعلى المستويات القيادية في النظام.
وتوقف الدفن في مقبرة "تل النصر" الواقعة في شمال المدينة منذ بداية عام 2012 مع سيطرة المعارضة المسلحة على أحياء دير بعلبة الشمالي والجنوبي والبياضة الملاصقة للمقبرة.
وشهدت المقبرة مجزرة كبيرة بتاريخ 27/ 5/ 2011 راح ضحيتها عشرات الضحايا، حينما أطلقت قوات النظام النار باتجاه المواكب التي شاركت بتشييع الضحايا الذين سقطوا برصاص قوات النظام قبل يوم من الحادثة.
وتأسست المقبرة التي تبلغ مساحتها ألف دونم عام -1991 ومن أوائل من دفن فيها وزير الأوقاف السابق عبد المجيد الطرابلسي الذي كان أول الساعين إلى تأسيسها.
وكانت عمليات دفن الموتى في السابق تتم في المقابر المحيطة بأسوار مدينة حمص القديمة كمقابر، الكثيب الأحمر، الكثيب الأصفر، باب الدريب، باب السباع، باب التركمان، الشيخ سليم خلف، آل السباعي، آل الجندي، آل الأتاسي.
مأمون أبو محمد - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية