تواردت أنباء مسربة عن عزم مسؤولين إيرانيين جعل مدينة "الكسوة" في ريف دمشق الجنوبي كحصن لما يُسمى "المشروع الإيراني الشيعي" ضد تقدم ثوار درعا نحو العاصمة.
ويسعى النظام الإيراني وميلشياته على الأرض -حسب ناشطين- إلى تطبيق هذا المشروع بكافة الوسائل والسبل.
ويقول الناشطون إن "الكسوة" الخاضعة لسيطرة النظام، تشهد حالات تهجير ونزوح سواء من جراء حالات الترهيب والاعتداءات على الأهالي، أو من خلال القصف شبه اليومي على منازلهم.
وكشفت عضو المكتب الإعلامي الموحد في الغوطة الغربية الناشطة "لجين الشامي" أن مئات النازحين اضطروا لاتخاذ الحدائق والشوارع مأوى لها.
وأكدت أن "مدينة الكسوة الصغيرة بالمساحة باتت منطقة لجوء داخلي لأغلب مناطق الجنوب الدمشقي وريف دمشق الغربي وحوران، لذلك فإنها تعيش حالات ازدحام سكاني يفوق ضعفي عدد سكانها الأساسيين".
وأضافت الشامي أن إعلان كتائب الجيش الحر في حوران بدء تحرير مدينة درعا والتقدم جنوباً نحو دمشق أصاب قوات نظام الأسد بهستيريا السيطرة على "الكسوة" وتحصينها والتمدد في جميع أحيائها وتهجير سكانها والتضييق عليهم من خلال القصف والتدمير والقتل اليومي.
وباتت "الكسوة" –حسب لجين- عرضة للقصف بالمدفعية من مختلف الأنحاء والمرتفعات المحيطة بها ومنها جبل "المانع" أعلى مرصد بسوريا بعد جبل الشيخ والذي يحتوي على صواريخ بالستية بعيدة المدى ومن جبل "المضيع" الذي يكشف جميع أحياء "الكسوة" والقرى التي حولها كالطيبة والمقيليبة وجبل "سلح الطير" واللواء 175 إلى جانب استهداف المدنيين بالقناصات المتمركزة على سطوح الأبنية العالية".
وأشارت الناشطة "لجين الشامي" إلى فشل مساعي وجهاء البلد والمسؤولين عن ملف اللاجئين الذين حاولوا التوسط لدى قيادة الفرقة الأولى لتحييد المنطقة كونها منطقة مدنية مزدحمة وواقعة تحت سيطرة النظام.
وقالت إن الوضع زاد سوءا بعد فترة العيد، حيث بدأ النظام بنشر عناصره في معظم الأحياء الفرعية، بالتزامن مع اقتحام منطقة البساتين ونشر آلياته وقناصاته بشكل أكبر.
وكشفت الشامي أن نظام الأسد بدأ بتطبيق سياسة تهجير قسرية من خلال استهداف الأحياء بقذائف الهاون التي أصبحت تنهمر ليلاً نهاراً على المدنيين في أوقات متقطعة وغير معروفة، مخلّفة عشرات الإصابات يومياً، مما اضطر أغلب سكان الأحياء القديمة وشارع النهر إلى ترك منازلهم والهجرة نحو الأحياء التي يعتقدون أنها أكثر أماناً.
كما أكدت أن أبناء "الكسوة" ونازحينها يتعرضون إلى عمليات اعتقال مستمرة وبالذات في المناطق الخاضعة لسلطة النظام، لافتة إلى أن أكثر الاعتقالات تحدث على حاجزي الفرقة الأولى و"الكبري" الفاصل بين "الكسوة" وبقية القرى والبلدات، علماً أن هذا الحاجز تم تدعيمه مؤخراً واستبدال عناصره بعدد كبير من عناصر المخابرات الجوية".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية