جدد نظام الأسد حصاره على عدة بلدات في ريف دمشق تعيش حالة هدنة مع قوات الأسد، حيث أقدم النظام منذ أسبوع على إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى بلدات "التل"، قدسيا"، "الهامة"، فيما تم إغلاق المعبر الوحيد المؤدي إلى مدينة معضمية الشام منذ 4 أيام.
وتأتي هذه الإجراءات المتزامنة من قبل قوات النظام بعد مقتل واختطاف عدد من جنوده في هذه البلدات، والذي يعتبره النظام خرقا لاتفاقيات "المصالحة"، في حين رد ناشطون بأن قوات النظام هي من بدأت بخرق الهدنة.
ففي مدينة "التل" التي يقطنها نحو مليون نازح ومهجر إضافة على سكانها الأصليين أفادت مصادر عن إغلاق المعبر الإنساني الوحيد منذ ٧ أيام بعد مقتل أحد جنود النظام على طريق "التل- عين منين"، وذلك بعد خرقه الهدنة ومحاولته الدخول إلى هذه المدينة الواقعة تحت سيطرة قوات الثوار، فيما اكتفى النظام بالسماح لعبور الموظفين وطلبة الجامعات من وإلى المدينة دون السماح بإدخال المواد الغذائية والتموينية والمحروقات.
في حين أغلق النظام الطريق الحيوي المؤدي إلى بلدات "قدسيا" و"الهامة" في 21 من الشهر الجاري، كما أغلق طريق (قدسيا -ضاحية قدسيا)، وذلك بعد فقدان أحد عناصره واتهام ثوار هاتين البلدتين باختطافه، بالمقابل لم تعلن أي جهة عسكرية من الثوار مسؤوليتها عن هذا العمل.
في حين أفادت مصادر بإجراء لجنة المصالحة في قدسيا لقاءات مع ضباط من النظام في سبيل إعادة فتح المعبر.
فيما اشتد الحصار المفروض أساسا على مدينة معضمية الشام يوم الجمعة الماضي، حيث ادعى النظام فقدان أحد عناصره داخل المدينة، بينما أفاد مدير المكتب الإعلامي في المعضمية "محمد نور" بأن هذا العنصر والمدعو "سمارة" هو منشق، وكان يتبع للجيش الحر، وممن أجرى "تسوية" مع النظام قبل فترة، وتم إلقاء القبض عليه من قبل الثوار أثناء تسلله إلى المدينة ومحاولته إخراج بعض شبان المدينة لإجراء تسويات مع قوات النظام، حيث اشترط النظام إخلاء سبيل هذا العنصر مقابل إعادة فتح الطريق.
وأفاد مراسل "زمان الوصل" بتدهور الحالة المعيشية ومعها الطبيّة للبلدات الأربع، حيث لوحظ فقدان معظم المواد الغذائية من الأسواق وارتفاع أسعارها، إضافة إلى توقف الأفران بشكل شبه كامل عن العمل، بسبب ندرة الطحين والمحروقات وذلك بعد منع النظام دخول أي مواد غذائية أو تموينية إلى هذه المناطق.
وعمد النظام منذ توقيع اتفاقيات المصالحة أو الهدنة مع بلدات ريف العاصمة إلى سياسة "القطارة" حسب وصف الناشطين- فيما يخص عبور المواد الغذائية إليها، فهو لا يسمح للتجار أو المدنيين بإدخال كميات كبيرة، وذلك يرده ناشطون إلى سعي النظام لضمان عدم خروج هذه البلدات عن "بيت الطاعة" بحيث تخوله هذه السياسة إعادة المحاصرين إلى نقطة الصفر والجوع متى قرر هو ذلك.
ويذكر أن هذه البلدات تكتظ بأعداد هائلة من النازحين من المناطق المجاورة المشتعلة إضافة إلى سكانها الأصليين، ويقدر أعداد القاطنين في مدينة التل بنحو مليون نسمة، فيما يقطن مناطق "قدسيا" و"الهامة" أكثر من نصف مليون، إضافة إلى معضمية الشام (40 ألف نسمة) التي تعاني بالأساس هدنة هشة مع قوات النظام، حيث يتكرر بين الفترة والأخرى باستمرار مشاهد إغلاق معبرها الإنساني مع مناطق العاصمة من قبل قوات الأسد.
دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية