أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"أحمد جمعة".. معتقل سوري مبتور القدمين واليد في سجن "رومية" اللبناني

أحمد جمعة - ناشطون

"أحمد مصطفى جمعة" شاب سوري مبتور اليد والقدمين يعيش داخل سجن رومية اللبناني منذ عام كامل، دون محاكمة وبلا محام يترافع عنه.

ورغم حالته الصحية المتدهورة وعجزه عن الحركة، تستمر السلطات اللبنانية باعتقاله مخالفة في ذلك القانون اللبناني ذاته الذي يعفي أصحاب مثل هذه الحالات من السجن لعجزها عن خدمة نفسها، وفي أسوأ الحالات يوضع في مركز خاص للعجزة أو مستشفى متخصص إلى حين محاكمته. 

وينتمي جمعة أو -الشهيد الحي- كما يلقبه معارفه إلى أسرة فقيرة بسيطة مؤلفة من أب وأم 11 أخاً وأختا هو الأوسط بينهم، كما يقول الناشط محمد القصاب.

ويكشف القصاب أن جمعة انضم إلى الثورة السورية منذ بدايتها، حيث قاتل مع ثوار بابا عمرو في حمص، وخاض معهم مهمة الدفاع عن الحي، وأصيب فيه عدة إصابات.

وبعد احتلال بابا عمرو من قبل قوات نظام الأسد، يتابع القصاب، التحق بثوار ريف حمص الغربي ليدافع عن بلدته الزارة التي كانت تتعرض لحملة شرسة آنذاك.

وكان الشهيد الحي كما يقول محدثنا ينتقل ما بين جبهات الزارة والحصن، وكان -كما يصفه- رفاقه "مثالاً يحتذى للمجاهدين حيث كان أسد الاقتحامات، وبطل المعارك دون منازع، وبشهادة الصغير قبل الكبير، ولم يبقَ في جسده موضع شبر إلا وفيه إصابة أو شظية.

ويؤكد القصاب أن جمعة فقد خلال تلك الفترة والدته وأختين وأخين له في مجزرة "الزارة" الشهيرة بتاريخ 8/3/2014 وثلاثة من أبناء إخوته في ساحات القتال. 

بعد سقوط الزارة والحصن والنزوح في رحلة الموت الشهيرة من الحصن إلى لبنان وصل الشاب "أحمد جمعة" مصاباً بعدة إصابات، وتم علاجه، وقبل أن يكمل فترة علاجه -كما يقول الناشط- التحق بعرسال، وهناك أصيب بقذيفة أفقدته قدميه وإحدى يديه، وتم إسعافه إلى أحد مشافي مدينة بعلبك وهناك تم اعتقاله ليودع في سجن رومية الذي يقبع فيه إلى الآن. 

ويصف الناشط "محمد القصاب" أبو مصعب وهو اللقب الذي يُطلق عليه بأنه "شاب من غير هذا الزمن كانت غايته الأولى الشهادة، لكنه لم ينلها".

ويضيف محدثنا "إن الظلم الذي لحق بهذا الشاب كان قاسياً أولاً من أبناء بلدته، وثانياً من الإنسانية التي تخلت عنه في ظروفه الصحية التي تبكي الحجر، لينتهي الحال بهذا الشاب كسيح القدمين ومقطوع اليد ومأسور الحرية في ظروف إنسانية سيئة للغاية ومخالفة لقوانين السجون الدولية وحقوق الإنسان".

ويشير المحامي "محمد صبلوح" وهو وكيل عدد من السجناء الإسلاميين على صفحته الشخصية إلى أن "هناك ثلاث حالات مأساوية في سجن رومية فاقدين للذاكرة وعاجزين ويتم وضع الحفاضات لقضاء حاجاتهم ولا أحد يسأل عنهم". 

وتضم السجون اللبنانية قرابة 5000 معتقل سوري -حسب مؤسسة لايف الإنسانية- التي أكدت أن " الكثير من هؤلاء المعتقلين تم اعتقالهم بذريعة الدخول غير القانوني إلى لبنان أو بتهمة الانتماء للجيش الحر و"التنظيمات الجهادية المتطرفة" وخصوصاً بعد أحداث عرسال، وجعلت الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية في الفترة الأخيرة من تجديد أو استخراج إقامة السوريين أمراً صعباً، ما جعلهم عرضة للاعتقالات العشوائية دون تهمة واضحة.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(131)    هل أعجبتك المقالة (156)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي