لم يكن "محمود خالد حمامي" الأربعيني الحلبي يظن للحظة واحدة أن دمه سيمتزج بأرغفة الخبز التي يحملها لأولاده، وبأنه سيحمل إعاقة جسدية لا زالت مستمرة رغم مرور ما يقارب الثلاثة سنوات على إصابته حينما حمل صيده الثمين عائداً إلى أسرته، فباغتته رصاصة قناص في ظهره أدت إلى شلله التام.
ويعيش حمامي مع عائلته المكونة من زوجة وأربعة أبناء، لاجئاً في مدينة أنطاكيا التركية، ولكنه أصبح عاجزاً عن إعالتهم وعن تأمين احتياجاته الذاتية كمصاب طريح الفراش.
وروى حمامي لـ"زمان الوصل" عبر "سكايب" ظروف إصابته حيث ذهب -كما يقول- صباح يوم 29 _9_2012 إلى فرن "الاتحاد" الذي يقع بجانب الشرطة العسكرية بمدينة حلب، وبعد انتظار لأكثر من سبع ساعات أمام الفرن، عاد والابتسامة -كما يقول- تملأ وجهه لأنه استطاع أن يؤمن لعائلته قوت يومها، غير أن الفرحة لم تدم طويلاً، إذ تحولت بعد دقائق إلى حزن وألم ومعاناة لازال يعيشها إلى اليوم، يقول: "مررت حينها بشارع جامع حذيفة، فإذ بطلقة في ظهري تقعدني أرضاً".
ويتابع:"شعرت حينها بوخزة بسيطة لا أكثر، رغم أن الدماء كانت تنزف بغزارة، ولم يجرؤ أحد على الاقتراب مني بسبب القناص الذي استهدفني، ولكن بعض الأهالي رموا لي بحبل لإسعافي.
من جانبه وصف الناشط "محمود دحروج" وضع المصاب حمامي بالمتعب جسدياً وروحياً لأن "الألم لم يفارق أيامه فلا أحد يصرف عليه وهو يسكن في منزل أجرته 600 ليرة تركية رغم أنه يفتقر لأدنى ظروف الحياة الإنسانية في الشتاء غريق وفي الصيف حريق".
ويؤكد محدثنا أن "زوجة المصاب حمامي تعمل داخل المنزل وخارجه، وما تحصل عليه بالكاد يسد رمق أطفاله، وهو –كما ينوّه– بحاجة لشاش ومعقم بشكل يومي ودواء للالتهاب وحفاظات ومتابعة لحالته الصحية في المشفى وإلى تبديل للقسطرة بشكل أسبوعي، دون أن يجد من يمد إليه يد المساعدة من الجمعيات الخيرية أو المنظمات الإغاثية أو حتى من الجهات التي تدعي الاهتمام بالجرحى والمصابين السوريين في تركيا -كما يقول.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية