د منا ت ** .. ابو كوثر المغاربي

كانت دمنات كلما زحف عليها موج الخريف
وسقطت عليها دموع النجوم
يهب صمت بارد
وتمطر سحب صاخبة
ويستيقظ التاريخ من نومه مثل صرخة
وتخرج من بين الاطلال القديمة
شمس لا أحلى
تغرس الفرح فى الحقول مثل فلاحة يافعة
كنت من شدة الفرح
أركض مع النسيم
أوقد بسبابتي شموع الازهار
وأشبك من الأطياف مدنا
أنادي دمنات
وقد غرزت العزلة انيابها بتلابيب روحي
مثل وحش جوعان
بحق نار الحواس
وبرهبة موسيقى الفصول الأربعة
أن تأسرني للحظة واحدة فى حدائق زيتونها
أو أن تمنحني كلمة السر
التي تفتح بها كنوز الأزمنة
لكنها ترميني بسهام الأسئلة وتطوقني بعلامات الذهول
وتقول
افتح حدائق دمك
كي تهتدي في ظلام الليل فراشات روحي
واكتب بضوء الحلم عنوان قلبك
كي لاتموت فى صمت الصمت ذاكرتي
اصرخ بملء صوتك
كي لا تشيخ امنياتي على رصيف الانتظار
أجيبها وقد ثمل الوجدان من خمر الكلام
وفاضت كأس العمر بعذب الانغام
يا مدينتي
ها اني أفتح حدائق دمي
لعلي اجد فراشة من فراشاتك
تسكنه وتمد الى روحي جرعة من الفرح
ها اني فكرة عابرة
وانت الارض التي تقرأ الحياة



**:مدينة مغربية تاريخية ش