دارت اشتباكات، يوم الثلاثاء، بين تنظيم "الدولة الإسلامية" وعناصر حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) على أطراف مدينة الحسكة، أوقعت قتلى وجرحى من الطرفين، في حين قصف طيران التحالف الدولي مواقع التنظيم داخل المدينة، التي تشهد مواجهات بين عناصر التنظيم والنظام أيضا.
وأفاد الناشط ملاذ اليوسف، باشتداد المعارك بالأسلحة الثقيلة بين تنظيم "الدولة الإسلامية" وبين حزب الاتحاد الديمقراطي المدعوم بالمليشيات التابعة له، في محيط قرى الصلالية، رجمان شرقي، ورجمان غربي على الأطراف الشرقية لمدينة الحسكة، بعد هجوم للتنظيم على مواقع الحزب بهدف فتح الطريق إلى داخل المدينة وتامين خط إمداد لعناصره التي تواجه قوات النظام في الأحياء الجنوبية.
وقال الناشط لـ"زمان الوصل" إن " مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي يحاولون منذ الصباح اقتحام حي النشوة الغربية من جهة قرية أم حجيرة، بينما تستمر المواجهات بين قوات النظام والتنظيم شرق الحي وشماله"، مشيراً إلى أن "دمارا واسعا" لحق في مباني القرى والمناطق الواقعة على أطراف مدينة الحسكة، جرّاء شدة المعارك، التي يعتبر طيران التحالف صاحب الكلمة الأولى فيها، بينما يعتمد التنظيم على المفخخات للرد.
وأضاف الناشط بأن "التنظيم فجّر الليلة الماضية، عربة مفخخة قرب حاجز لكتيبة "الصناديد" التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي في قرية معروف، القريبة من حيي الغزل والعزيزية في الجهة الشرقية للمدينة، ما أوقع قتلى وجرحى في صفوف العناصر.
وفي السياق ذاته، شنّ طيران التحالف الدولي غارات على مواقع تنظيم "الدولة" في حي النشوة داخل المدينة، كما استهدف طيران التحالف بصاروخ سيارات التنظيم بالقرب من "دولاب عويص" غرب المدينة، ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر التنظيم، كما أثار حالة من الخوف بين سكان المدينة، بعد انتشار رائحة البارود الخاص بصواريخ التحالف، حسب مصادر محلية.
وحسب المصادر ذاتها، قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة، مناطق سيطرة التنظيم في الدوار الأخير ودوار الشريعة بحي النشوة الغربية.
ومن جهتها الطوابير العسكرية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، أعلنت في بيان نشر على شبكة الإنترنت أنها تصدت لهجوم نفذه تنظيم "الدولة الإسلامية" من ثلاثة محاور على مواقعها في محاولة لفتح طريق الإمداد إلى عناصر داخل مدينة الحسكة، حيث تدور معارك مع قوات النظام.
وأضافت في بيان آخر أنها "هاجمت مواقع التنظيم جنوب الحسكة، على شكل جناحين الجناح الأول من حي العزيزية شرق المدينة، والجناح الثاني من جبل عبد العزيز غربها، والتقى الجناحان في المدخل الجنوبي للمدينة، ما أدى إلى حصار عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" في أحياء النشوة، غويران، ومنطقة البانوراما جنوب المدينة.
وأشار البيان إلى تقدم مسلحي الحزب "باتجاه حي النشوة الغربية، حيث اندلعت على إثر ذلك اشتباكات مع عناصر التنظيم في محيط قرية أم حجيرة" على أطراف المدينة الغربية.
وبرر "ريدور خليل" الناطق باسم المليشيات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، تدخل مسلحي الحزب في المعارك بين قوات النظام والتنظيم، بقوله: "النظام منهار ولم يستطع حماية المدينة وبقاؤه بات رمزيا في نقاط محدودة"، وأن مخارج ومداخل المدينة بالكامل تسيطر عليها الوحدات التابعة للحزب الكردي.
ونقلت "رويترز" عن "ريدو" أمس الاثنين قوله إن المليشيات التابعة لحزب الاتحاد تسيطر على نصف المدينة قبل هجوم "الدولة الإسلامية" عليها، فيما باتت تسيطر حاليا على "الأغلبية الساحقة" منها.
وفي سياق قريب، قضى 5 أشخاص بينهم عناصر من حزب الاتحاد، وجرح آخرون، إثر انفجار في مستودع للذخيرة تابع للحزب الكردي قرب بلدة رميلان النفطية.
وأثناء تحرير هذا التقرير وردت أنباء عن انفجار دراجة نارية مفخخة قرب حاجز المشرافة جنوب رأس العين بريف الحسكة الشمالي، دون أن ترد معلومات عن نتائج التفجير.
ويعمد نظام الأسد إلى تسليم الجبهات، التي تشهد معارك أكثر ضراوة لمسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي، للاستفادة من الغطاء الجوي الذي يوفره التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، للحزب في معاركه مع التنظيم، وبعد انتهاء المعركة تعود وتنسحب عناصر الحزب من تلك المواقع، كما حصل في جبل كوكب في نهاية أيار/ مايو الماضي.
محمد الحسين -الحسكة -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية