أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

إعلامية لبنانية تزور العسكريين لدى "النصرة" وتنقل شروط الجبهة للإفراج عنهم

كارول معلوف في مقر جبهة النصرة

في خطوة جريئة وغير مسبوقة زارت الإعلامية اللبنانية "كارول معلوف" العسكريين المحتجزين لدى "جبهة النصرة" في جرود القلمون، والتقتهم بوجود "أمير النصرة" في القلمون "أبو مالك التلي".

ونشرت معلوف تفاصيل الزيارة على صفحتها الشخصة في "فيسبوك" وصوراً لها وهي ترتدي عباءة سوداء وتضع حجاباً على رأسها، وصورة لعدد من أهالي المخطوفين مع أبنائهم.

وأوضحت في بداية منشورها إلى أن "أبو مالك التلي، اسم نعرفه وصوت نسمعه ولكن لا ندرك شكله أو عمره"، مضيفة أن "أمير جبهة النصرة بقي لغزاً بالنسبة لها لأكثر من عامين، خصوصاً بعدما قالت الأم الرئيسة لراهبات معلولا لأحد الشباب يوم التبادل: "سلملي على أبو مالك".

وكشفت كارول معلوف أنها حاولت عبر وسطاء إجراء مقابلة صحفية مع التلي، إلا أنها لم تتلقّ سوى جواب واضح وصريح: "أبو مالك لا يجري مقابلات صحفية".

وروت معلوف إنها كانت تجول في شوارع التبانة في طرابلس يوم الجمعة الماضية مع مجموعة من الأصدقاء توزع الحلوى على الأطفال أول أيام عيد الفطر، فوردها اتصال هاتفي من المحامي نبيل الحلبي يعلمها أنه تم السماح لمؤسسة "لايف" الحقوقية من قبل "جبهة النصرة" لتوثيق الحالات الإنسانية والانتهاكات بحق اللاجئين السوريين في جرود عرسال". 

وبدوره كلفها الأستاذ نبيل الحلبي بهذه المهمة -حسب قولها- وتم اختيار الزميل "حسين خريس" لمواكبة وتوثيق زيارة أهالي العسكريين اللبنانيين الأسرى لدى "جبهة النصرة".

ووصفت "كارول معلوف" رحلتها التي بدأت في الساعة الخامسة صباحاً من طرابلس إلى عرسال لملاقاة الأهالي وبعد الانتهاء من الإجراءات الأمنية لدى حواجز الجيش اللبناني توجهنا مع الشيخ مصطفى الحجيري إلى جرود عرسال".

وأول محطة كانت-كما تقول معلوف- وادي حميد حيث "التقينا مشايخ الهيئة الشرعية في القلمون مع مواكبة من "النصرة".

 وعلمنا أنه تم طرد الدواعش من المنطقة الى ما بعد سلسلة الجبال المحاذية لجرود عرسال وان جبهة النصرة تسيطر على وادي حميد بالكامل بينما الجيش اللبناني يسيطر على التلال ويستهدف أي تحركات مشبوهة". 

وتصف معلوف حال اللاجئين السوريين في وادي حميد البالغ عددهم 13 ألف نازح من قرى القلمون السوري يعيشون في جرود عرسال ظروفاً معيشية قاسية، أطفال ونساء وشيوخ يعانون من نقص في الأغذية والماء والأدوية".

وبعد المعاينة الميدانية لوضع اللاجئين -كما تقول- حان وقت الزيارة حيث "سارت قافلة الأهالي للقاء أبنائهم الأسرى".

وتردف:"عند وصولنا إلى المقر كان كل شيء منظما، طلب من الأهالي التجمع ضمن عائلات وتم تزويد كل عائلة برقم.

وتشير الإعلامية اللبنانية إلى أنها دخلت قبل الأهالي إلى المغارة، لترى أن المغارة تحولت إلى خيمة كبيرة يجلس في داخلها 16 شابا ملتحٍيا بلباس أسود موحد وعلى رؤوسهم كفية سوداء اللون".

وتردف:"لم أستطع تميزهم عن بعض، امتلكتني دهشة غريبة. وقفت لمدة دقيقتين أو أكثر أحاول استيعاب ما أرى. فوق رأس كل شاب رقم واسمـ هنا أدركت لماذا تم توزيع الأرقام في الخارج للأهالي".

وتصف كارول معلوف بداية اللقاء الحميمي بين الأهالي وابنائهم المخطوفين حيث "كان الشوق والاشتياق سيد الموقف" مشيرة إلى أن "هناك من كان قد التقى ذويه في زيارات سابقة، وهناك من رأى ذويه للمرة الاولى منذ الأسر". وتستدرك:" انهالت الدموع، أطفال، زوجات، أمهات، آباء، جدات، إخوان وأخوات. عائلات بأكملها تبكي. فبكينا معهم. شعرنا بألمهم".

وتابعت:"نظرت إلى حسين خريس، رأيت دموعه تذرف أيضاً. لحظات قاسية وصعبة على الأسرى والأهالي، وعلينا أيضاً".

وتواصل معلوف واصفة مجريات اللقاء حيث "جلس الأهالي مع أبنائهم يتحدثون بينما عناصر جبهة النصرة يراقبون من بعيد".

وبعد حوالي نصف ساعة تم بث وثائقي عن أحداث عرسال يوم دخول وفد هيئة علماء المسلمين الثاني للتفاوض وتم قصف المخيمات"، وهذه كما تلمح معلوف "رسالة واضحة من النصرة بأن من خرق الهدنة هو الطرف اللبناني".

وبعد الوثائقي دخل أبو مالك القاعة، وبدا مقارنة بالمشايخ صغيراً في السن لا يتجاوز الأربعين عاماً.
وألقى –كما تقول- كلمة أكد فيها أن المفاوضات مع الدولة اللبنانية متوقفة وبأن "النصرة" لا تريد ملايين مقابل الإفراج عن الأسرى. 

وكشف أبو مالك أن "اللواء عباس ابراهيم عرض 10 و 15 مليون دولار، ولكن النصرة لا تريد مالاً".

وتنقل معلوف عن أبي مالك "نحن لسنا إرهابيين، نحن بشر نشعر ونحزن. مشكلتنا ليست مع المسيحيين أو الدروز أو الشيعة أو السنة، مشكلتنا مع (حزب اللَّات) الذي يحتل قرانا ويقتل ويشرّد أهلنا في سوريا". 

وختم أبو مالك خطابه بشروط جديدة للتبادل: "إطلاق سراح النساء الأسرى في السجون اللبنانية وعودة النازحين السوريين إلى قراهم في القلمون السوري".

وتشير الإعلامية اللبنانية إلى أن بعض الأهالي تكلموا بعد انتهاء خطاب "أمير النصرة" عن عجزهم في الضغط على الحكومة اللبنانية للقيام بأي مبادرة مقابل الإفراج عن الأسرى. 

وهناك- كما تقول- من طالبه بالمبادرة أولاً والإفراج عن بعض الأسرى، فكان الجواب واضحاً أن عليه التشاور مع المجموعة لأن القرار لا يعود له وحده". 

وهكذا انتهت الزيارة، وعاد الأهالي مكسوري الخاطر ولكنهم مطمئنون على أولادهم.

وتلمح كارول معلوف من جهتها إلى أن "خطر الدواعش- كما علمت- كان قريباً وبأنه تم تهديد قصف القافلة لأن كل من فيها "كافر ومرتد".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(231)    هل أعجبتك المقالة (199)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي