تحاول قوات النظام بمساعدة الطوابير العسكرية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (pyd) تعزيز الحصار على عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" داخل الأحياء الجنوبية لمدينة الحسكة، بينما يمنع طيران التحالف وصول تعزيزات كبيرة للتنظيم من مناطق سيطرته في سوريا والعراق، في وقت يقبع عشرات آلاف المدنيين خارج حسابات القوى المتصارعة.
وأفاد الناشط محمد الخلف، من اتحاد شباب الحسكة، بأن مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي بدعم من طيران التحالف الدولي دخلوا المعركة إلى جانب قوات النظام، خارج مناطق سيطرتهم جنوب مدينة الحسكة، وذلك بعد فشل النظام التصدي للتنظيم، الذي وصل إلى مناطق قريبة من مركز المدينة ومبنى المحافظة في وقت قياسي.
وقال الخلف لـ"زمان الوصل" إن مسلحي الحزب شنّوا هجوماً على المواقع الخلفية لتنظيم "الدولة الإسلامية" من محوري جسر أبيض غرب المدينة، والفيلات الحمر على أطرافها الشرقية، بينما سهّل قصف طيران التحالف تقدم طوابير الحزب إلى المدرسة الدولية لقيادة السيارات وجسر أبيض، بهدف قطع الإمدادات عن التنظيم في أحياء النشوة، التي تشهد مواجهات بين قوات النظام والتنظيم".
وأضاف: "من الجهة الشرقية تقدم عناصر الحزب وسيطروا على قرية الفلاحة، سجن الأحداث، محطة الكهرباء، بعد غارات جوية كثيفة من طيران التحالف على تلك المواقع".
وأشار إلى أن التركيز بالغارات والقصف انتقل إلى منطقة الفيلات الحمر لتنتهي بالسيطرة على المنطقة، التي كانت تعتبر آخر منفذ للتنظيم إلى الأحياء التي يسيطر عليها داخل مدينة الحسكة.
ولفت الناشط، إلى أن الحزب وطيران التحالف أنقذوا قوات النظام في مدينة الحسكة، عبر قطع طرق إمداده نحو المدينة، مؤكدا أن الطيران يراقب الطرق المؤدية للمدينة، مستهدفا أي تحرك للتنظيم باتجاه الجبهات مع قوات النظام في حي النشوة الغربية، حيث يحاول النظام استعادة السيطرة عليه مستفيداً من انشغال التنظيم بالمعارك خارج المدينة.
وفي سياق قريب، هاجم تنظيم "الدولة الإسلامية" أحد حواجز قوات النظام قرب الفوج (123) في جبل كوكب شرق مدينة الحسكة، فرّ على إثره عناصر الحاجز دون مقاومة تذكر، وأسر التنظيم عنصرين لقوات النظام في الهجوم، بينما قتل عنصران له خلال المواجهات القصيرة.
*آلاف النازحين يبيتون في العراء
في سياق قريب، قال الناشط عبد العزيز خليفة لـ"زمان الوصل" إن مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي هجّرت سكان قرى (العالية، والصالحية، والواسطة، والضبيب، وجهفة الضبب، وأم حجرة، والمبروكة، جليب الآغا) جنوب غرب مدينة رأس العين، وطلبت منهم التوجه إلى الرقة كما فعل سكان تل أبيض وسلوك بريف الرقة.
وأضاف الخليفة أن "آلاف السكان -ومن بينهم عائلته -رفضوا الابتعاد عن المنطقة، فأقاموا مخيماً من بيوت الشعر في منطقة خفيسان وأطراف جبل عبد العزيز الغربية على أمل العودة إلى قراهم من جديد".
وأشار إلى أن أغلب سكان المنطقة هم من سكان عشيرة "البوحسن" العربية، والتي أعلنت منذ بداية الثورة الوقوف إلى جانبها ولم يتخلف عن هذا الموقف أي فرد من أفرا العشيرة في حالة فريدة من نوعها.
من جهته، قال الناشط ملاذ اليوسف إن أكثر من 100 ألف مدني لازالوا يعيشون أوضاعا إنسانية صعبة منذ أكثر من 20 يوما، بعضهم اتخذ من الحدائق العامة أماكن سكن لهم، بعد أن فروا من أحياء الحسكة الجنوبية التي تحولت لساحات معارك، في قت يفترض أن يحتفلوا فيه بقدوم عيد الفطر.
وأضاف الناشط لـ"زمان الوصل": "إن حزب الاتحاد الديمقراطي اعتقل العشرات من الشبان في مناطق عدة من محافظة الحسكة، بعضهم بغرض التجنيد للقتال والبعض الآخر بتهمة التعاطف مع تنظيم الدولة الإسلامية"، مشيراً إلى أنه (أي الناشط نفسه)، كان بين المعتقلين قبل أن يطلق سراحه ليلة العيد.
ولفت اليوسف إلى أن "مجموعات من مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) لاحقت بعض رعاة الأغنام في محيط مدينة تل تمر، وأخذت من كل قطيع 3-4 رؤوس من الماشية خلافا لرغبة أصحابها، الذين تقدموا بشكاوى لقيادات الحزب، فتفاجؤوا بأن العناصر الذين صادروا أغنامهم، طلبوا من قيادات الحزب اعتقال المشتكين بتهمة السرقة.
ويعيش ثلث سكان محافظة الحسكة، حالة نزوح عن مناطق سكنهم، بسبب تحولها إلى ساحات معارك، أو بسبب القصف الجوي لطيران النظام والتحالف، وأيضا بسبب إقدام مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي على طردهم من قراهم، وملاحقة الشباب للقتال إلى جانبه ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
محمد الحسين -الحسكة -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية