لم يعد العيد بالنسبة لأطفال ريف حمص وسوريا عموما، الكعك، والسكاكر والحلويات، وزيارة الأقارب لأخذ العيدية، وزيارة حدائق الحيوانات والركوب بالمراجيح، إذ مر اليوم الأول من العيد وللعام الخامس على التوالي، بنكهة القذائف، والقتل، وبلون الدم وحمل السلاح.
لم يعد أطفال ريف حمص الشمالي، يحلمون ليلة العيد، بالعيدية والألعاب واللباس الجديد -حسب شهادات الأهالي لمراسل"زمان الوصل "بالمنطقة- بل كل حلمهم الآن، صناعة المسدّسات "والكلاشنكوفات"من بقايا ألواح خشبية، وقساطل مياه بلاستيكية، لخوض معارك وهمية مع أقرانهم.
وأكد الأهالي أن هوايات أطفالهم المفضّلة، أصبحت الآن جمع شظايا القذائف، والصواريخ التي يطلقها النظام على منازلهم، ومحاولة معرفة نوع السلاح، الذي يقصفهم فيه النظام يوميا، هل هو رشاش "بي كي سي، أم دوشكا، أم شيلكا، أو فوز ديكا"؟
يقول أحد المرشدين النفسيين لـ"زمان الوصل"، الأطفال دائما هم الخاسر الأكبر بكل الحروب، وهذا العيد، هو العيد الخامس، الذي يمر على أطفال سوريا دون أن يعرفوا للعيد أي معنى، وبهجة.
ويقول إن أساتذة التربية والإرشاد النفسي بالعالم كله، لن تكفي لمعالجة أطفال سوريا من الأثار النفسية، التي رسخت بعقولهم، جراء الحرب المدمرة التي يشنّها النظام.

ويضيف المرشد النفسي: "أحد الأطفال بريف حمص الشمالي، خرج صباح العيد للشارع ليلعب مع رفاقه بالمراجيح، فلم يجد أحدا بسبب القصف العنيف من قبل قوات النظام على بلدته، فعاد وصعد إلى سقيفة الحمام، وجلس القرفصاء، وبدأ يبكي بشدة، فتدخلت وعالجت الموضوع نفسيا".
وتشهد مناطق ريف حمص قصفا يوميا من قبل قوات النظام قلما ينقطع، حتى أيام العيد وشهر رمضان الذي قتل النظام أثناءه نحو 2500 بحسب إحصاءات منظمات حقوقية.
كما شهد أول أيام عيد الفطر أمس ارتكاب نظام الأسد مجازر في ريف إدلب وحلب وغيرهما راح ضحيتها عشرات السوريين.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية