أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ريف دمشق.. عيد بلا بهجة في ظل الحصار وجيوب خاوية تثقل كاهل الآباء

في "داريا" المحاصرة تختفي كل معالم الفرح - ناشطون

لا يختلف عيد الفطر في أول أيامه بالنسبة للمحاصرين في ريف دمشق عن مثيله من أيام السنة، باستثناء بعض المظاهر التي توحي بقدومه فيما يخص ألعاب الأطفال من "مراجيح" وسلاسل وغيرها تنتشر في ذلك الحي أو تلك المدينة بشكل متواضع علها تعيد البسمة الغائبة عن شفاه الأطفال لو للحظات، إضافة لصدح مآذن المساجد بتكبيرات العيد وقبل وتحيات بين المحاصرين، ولسان حال الجميع يردد المقولة الرائجة: "عيد بأي حال جئت يا عيد".

ولعل قدوم العيد أضاف ثقلا ماديا على الأهالي وأرباب العائلات، فمعظم مناطق الريف الدمشقي إما محاصرة أو شبه محاصرة فيما يتجلى القاسم المشترك في ضنك العيش وشح الماديات فحصار ثلاثة أعوام وتوقف معظم مصادر الرزق بالنسبة للعوائل، ألقى بثقله على مشهد العيد في مناطق الحصار.

تتراوح بهجة العيد التي اختزلت أهم معانيها في لعبة للأطفال أو قطعة حلويات بين منطقة وأخرى تبعا لحال كل منطقة، فيما تحولت مهمة تأمين لقمة طعام لسد جوع الأمعاء الخاوية في السلم الأول لأولويات المحاصرين.

ففي "معضمية الشام" و"داريا" المحاصرتين، تختفي كل معالم الفرحة وينشغل الآباء والأمهات بالسعي ليل نهار لتأمين لقمة العيش مهما كانت متواضعة ، لا وجود للحلويات ولا الثياب الجديدة باستثناء بعض "المراجيح" الصدئة المخزنة منذ 5 أعوام، ولا يختلف الحال كثيرا في الغوطة الشرقية التي يتراوح سعر كيلو غرام الحلويات بين 2500 –3000 ليرة بحيث يتناسب طردا مع "بورصة" السكر والطحين، وهذه الأسعار تفوق بكثير قدرة المحاصرين على اقتنائها. 

وعلى الضفة المقابلة، يبدو الحال أفضل قليلا في "جنوب دمشق" ويعزو البعض السبب في ذلك إلى اتفاقيات المصالحة المبرمة مع عدد من بلداته، فبعد أن كان "مخيم اليرموك" "مضرب مثل" في الجوع والحصار؛ تمتلئ اليوم أسواقه بمعظم صنوف الحلويات والأطعمة وبأسعار مقبولة إلى حد ما، فيما تحولت قلة السيولة في جيوب المحاصرين عائقا أمام التبضع.

كما ينطبق حال جنوب العاصمة على أغلب مناطق ريف دمشق التي تعيش أجواء مصالحات وهدن مع قوات الأسد، بينما تعيش أخرى في حرب وتدمير ممنهج من قبل قوات النظام وميليشياته وخير مثال مدينة الزبداني.

في عيد الفطر الخامس منذ ميلاد الثورة.. قد لا يشعر أطفال ريف دمشق بمرارة هذا العيد أو أن شيء ينقصهم؛ فخمس سنوات من الثورة كانت كفيلة بمسح ذاكرة طفل لم يبلغ العاشرة من عمره.. لم يتعرف إلى طبيعة العيد بحقيقته وفرحته كما يعيشه غيره من أطفال الدول الأخرى أو حتى أقرانه في أحياء دمشق التي لم يرها ولا تبعد عنه بمقدار مرمى حجر في بعض الأحيان.

ريف دمشق - زمان الوصل
(96)    هل أعجبتك المقالة (102)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي