تعرض ناشط إلى اعتداء لفظي وجسدي من قبل شبيحة نظام الأسد في باريس لأنه حاول أن يرد على راهبة كانت تحاول تشويه سمعة الثورة السورية.
وروى الناشط "معاوية حمود" ابن معضمية الشام لـ"زمان الوصل" إنه كان يجلس في إحدى صالات باريس القريبة من "سان لازار" يستمع للراهبة "أغنيس مريم" وقبل أن تنهي محاضرتها وقف وأعطاها –كما يقول– مجموعة من الصور لأشخاص كفلتهم أمامه في معظمية الشام وخرجوا جثثاً هامدة تحت التعذيب وبينهم–كما يؤكد صورة واحدة تم تسريبها مع صور "القيصر" الذي كشف للعالم أكثر من 55 ألف صورة لـ11 ألف معتقل قتلهم النظام في معتقلاته.
ويقول الناشط حمود إن شبيحة النظام في فرنسا تهجموا عليه فوراً وكان أحدهم يقول له: "شيلن شيلن عنا منن كتير"، "شيلن شيلن قبل ما أضربك ولاه".
ويضيف حمود أن الشبيح المذكور قال له بصوت عال:"طلاع طلاع انقلع خربتوا البلد وجايين تخربوا المحاضرة"، مؤكدا أن "الشبيحة كانوا كثرة وهو بمفرده ولذلك لم يستطع الرد عليهم –كما يقول.
وألمح حمود إلى أن الشبيحة كانوا مجرمين لكنهم أكثر وفاءً للنظام ولقضاياهم منا للأسف، ما حال دون شرح وجهة نظر الثوار والناشطين للفرنسيين– بحسب حمود– هو عدم اتقانه للغة الفرنسية، حيث كان يتحدث بالعربية التي لم يكن يفهمها سوى الشبيحة.
وأردف محدثنا أن "الراهبة كانت تتحدث عن الإرهابيين الذين يهجرون المسيحيين ويقتلون العلويين في سوريا وتردد عبارة "المسيحية على بيروت والعلوية على التابوت- التي نُسبت زوراً وبهتاناً للثوار".
ويتابع الناشط "معاوية حمود": "طردني الشبيحة مع صور الشهداء التي كنت أحاول إطلاع الفرنسيين عليها، ومنهم من تهجم عليّ وكان يحاول لكمي مع السباب والشتائم البذيئة".
ولم يكتف شبيحة النظام بتعنيف الناشط حمود وشتمه –كما يقول- بل أرسلوا له العديد من التهديدات بالتصفية، وتبعه أكثر من شخص منهم ووصلته –كما يؤكد- العديد من رسائل الشتم والتهديد على صفحته الشخصية في "فيسبوك" وتطور الأمر إلى تعرضه لمحاولة طعن بسكين قبل مجيئه إلى فرنسا.
وبالعودة إلى قصة الراهبة "أغنيس مريم" في ريف دمشق يروي الناشط حمود إن "الراهبة المذكورة تعهدت لي عندما كنت عضواً في المكتب التنفيذي في المجلس المحلي ورئيساً للعلاقات العامة بضمانة وحماية أمن الذين سيذهبون معها في الإخلاء الذي جرى بمدينة معضمية الشام، وقالت لي أمام الجميع عندما دخلت إلى المدينة بأنها بمكانتها الدينية بمثابة الضمانة للجميع، وأن أحداً لن يعتقل أو يتعرض للأذى من قبل قوات النظام".
ولم يقتنع الكثير من الناشطين والثوار-كما يقول– بكلام الراهبة وأعلنوا للمدنيين بأن من يريد الخروج من المعضمية على مسؤوليته الشخصية.
ويردف:"عند نقطة المعبر حينما تم قصف الناس المتجمعين هربت الراهبة فوراً وتم اعتقال المدنيين الذين خرجوا، ومنهم من وجدناه مستشهداً تحت التعذيب".
وتحفّظ حمود على ذكر العدد الحقيقي لضحايا هذه "الخدعة"، ولكنه قال إنهم بالعشرات.
ونوّه محدثنا إلى أنه ذهب ليقول للراهبة المذكورة التي نصبت نفسها وسيطة سلام في معظمية الشام بأنها خدعت المدنيين وتسببت بمقتلهم، ويذكّرها بالحادثة.
ويضيف: "عندما حملت الصور وتذكرتني قالت لي اجلس مكانك ونكمل بعد المحاضرة فقلت لها لا تكملي تزييف الحقائق، وهؤلاء هم الأشخاص وهذه أسماؤهم الثلاثية فتهجم عليّ الشبيحة حينها وطردوني خارج القاعة".
ويتابع الناشط حمود: "لم أتمكن من الرد أو الإتيان بأي حركة لأنني كنت وحيداً واستطاعوا سحبي خارج الصالة مستغلين عدم ردي على أحد منهم باليد، ولكنني تمكنت من لفت نظر الجمهور لصور الشهداء وأسماء المعتقلين الذين ما زالوا قيد الاعتقال منذ العام 2013، ومنهم أطفال ونساء، وكانت معضمية الشام، كما يذكر محدثنا، تعيش ظروفاً لا يمكن تخيلها وبالذات بعد تعرضها للهجمات بغاز السارين ووطأة الحصار.
وخرج معاوية من ريف دمشق في العام الماضي بسبب الظروف الأمنية والتهديدات الخطيرة التي تعرض لها باعتباره كان مرافقاً للجنة التحقيق بمجزرة الكيماوي في معضمية الشام، إضافة إلى اضطراره لمرافقة شقيقته التي بترت يدها دبابة لقوات نظام الأسد وتتلقى العلاج حالياً في فرنسا.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية