تنتظر ألمانيا عرضا جديدا لفيلم وثائقي عملت على إنتاجه وإخراجه شخصيات كردية، بهدف تسليط الضوء على انتهاكات "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي (PYD)، النسخة السورية من حزب العمال الكردستاني، الذي أسسه ويتزعمه "عبد الله أوجلان".
"حلم روجافا" الذي سبق عرضه في إقليم كردستان العراق، وفي دار السينما الألمانية ببرلين، سيجدد عرضه في غرب ألمانيا هذه المرة، وتحديدا في مدينة "بوخوم"، ليعاين المشاهد جزءا من انتهاكات "PYD" ضد الأكراد أنفسهم، لاسيما أولئك الذين اختاورا أن يكونا جزءا أصيلا من السوريين الثائرين على نظام بشار الأسد.
وأول مايثير الانتباه في الملصق الدعائي لفيلم "حلم روجا" (خونا روجافا)، هي تلك الصورة التي تربط بين بشار الأسد و"عبدالله أوجلان"، وتجعلهما وجهين لعملة واحدة، وإن اختلفت "قوميتهما"، علما أن الفيلم من إخراج شخص عمل في حزب "أوجلان" على مدى 15 سنة، وتبوأ مناصب مهمة فيه، منها منصب المسؤول عن العلاقات الدبلوماسية.
"خونا روجافا" الذي أخرجه "عاكف حسن"، وأنتجه المرصد الكردي (كردووتش)، يحاول خلال 55 دقيقة أن يقدم ملخصا عن وضع الأكراد في سوريا، مستعرضا نماذج من سياسات الأسدين (حافظ وبشار) ضدهم، ومركزا على انتفاضة الأكراد في آذار 2004، وثورتهم مع السوريين في آذار 2011.
وسبق للكاتب الكردي "هوشنك أوسي" أن وصف "حلم روجافا" بأنه فيلم تأسيسي يمثل "المدماك الأول في سينما كردية سياسية وثقافية"، لاتحابي في كشف الانتهاكات بحق الأكراد عندما يمارسها عليهم طرف كردي.
ونوه "أوسي" في عرضه للفيلم، إلى أنه يوثق "مساعي حزب الاتحاد الديموقراطي لعرقلة الثورة السورية، ومحاولته تحييد الكرد عنها، عبر الترهيب والترغيب، وممارسة العنف السياسي والإعلامي والعسكري ضد النشطاء الكرد، وتخوينهم واتهامهم بأنهم عملاء لتركيا وقطر، والإخوان والسلفيين... وما شهدته هذه الفترة من جرائم اغتيال سياسي، طاولت كثيرا من القادة والشخصيات السياسية الكرديّة والنشطاء الكرد الشباب، كمشعل التمو، نصرالدين برهك، جوان قطنة، ولات حسي وحنان حمدوش".
ويقول الفيلم إن السنوات الأربع الأولى من عمر الثورة، شهدت اغتيال نحو 30 شخصا من أكراد سوريا، بينهم سياسيون وناشطون، معتبرا أن شبهات هذه الجرائم تدور حول "PYD" وأذرعه المسلحة.
ويرى "أوسي" أن فيلم "خونا روجافا" يجسد الاستبداد السياسي والإعلامي والعسكري، الذي تفاقم في المناطق الكردية داخل سوريا، بعد استلام الذراع الأوجلاني السلطة الجزئية من نظام الأسد، وقيام "PYD" بتقسيم مناطق الأكراد إلى 3 مقاطعات (الجزيرة، كوباني، عفرين).
ويستند الفيلم في مادته إلى مجموعة من الشهادات، بينها شهادات لثمانية من عوائل ضحايا "PYD"، و10 من الصحافيين والمثقفين والسياسيين، فضلا عن إتاحته الفرصة لممثل عن "PYD" ليدلي برأيه، إلى جانب تصريح لممثل منظمة "هيومن رايتس ووتش"، وآراء لبعض نشطاء مدينة عامودا، التي شهدت في الشهر السادس من 2013 مجزرة راح ضحيتها 7 مدنيين، على يد عناصر تابعين لحزب الاتحاد.
وتعد "عامودا" من بين أبرز المدن التي ساهمت في انتفاضة 2004، وواظبت على التظاهر في وجه نظام بشار الأسد في ثورة 2011، لتجد نفسها لاحقا مضطرة للتظاهر ضد تجاوزات "PYD" بزعامة "صالح مسلم".
وسبق لمخرج الفيلم "عاكف حسن" أن تحدث عن "الأخطار" و"الصعوبات" التي صاحبت فريق العمل، وهو يحاول الحصول على مواد توثيقية لانتهاكات حزب الاتحاد الديمقراطي، من داخل المناطق التي يسيطر عليها في سوريا، ومن ذلك أن الموكلين بمهمة جمع بعض الشهادات كانوا يجرون مقابلاتهم بالخفاء، ثم يعمدون إلى دفن الأشرطة التي يسجلون عليها في مكان ناء، ويحاذرون الاحتفاظ بها في منازلهم خشية مداهمة مليشيا الحزب.
ويطلق "PYD" مصطلح "روجافا" على المناطق التي يقطنها الأكراد في شمال سوريا، ويعني المصطلح "غرب كردستان"، وهي المنطقة التي تضم مقاطعات: الجزيرة وعفرين وعين العرب (كوباني)، وفق تصور الحزب.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية