بث "جيش الإسلام" التسجيل المرتقب لكلمة قائده "زهران علوش"، التي أكدت عودة الأخير إلى الغوطة، بعد جولة له خارج سوريا، وأطلق خلالها مجموعة من المواقف، وتعرض إلى كثير من الملفات، مفضلا توجيه حديثه في صيغة "رسائل".
وخلال كلمته التي قال "جيش الإسلام" إنها تعود إلى 1 تموز/يوليو 2015، وقاربت ساعة و10 دقائق، هاجم "علوش" نظام بشار الأسد واصفا إياه بـالنظام "البعثي النصيري المتهالك"، معتبرا أن نهايته "باتت وشيكة".
وبوجود جمع من الأشخاص، بينهم قياديون من "جيش الإسلام"، شن "علوش" هجوما أعنف على المليشيات الطائفية (الرافضية حسب قوله)، و"دولة المجوس فارس" (إيران)، متوعدا الطرفين بهزيمتهم.
وخلال الكلمة التي تمت ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية، استفاض قائد "جيش الإسلام" في هجومه على تنظيم "الدولة"، ناعتا إياهم بـ"عصابة البغدادي"، و"أذناب دولة المجوس فارس"، و"دولة البعث الخارجية التي أثخنت في الأمة الجراح"، مؤكدا أنهم "عملاء" وأن "دبابات النظام تعمل بنفطهم".
وكرر "علوش" تهديده لتنظيم "الدولة" بقتاله وقتله واستئصاله، منبها إلى أن "دواء" التنظيم موجود لدى "جيش الإسلام"، وهو "سيف علي بن أبي طالب رضي الله عنه".
وتوجه "علوش" بكلامه إلى من أسماهم "المفسدين، وأذنابهم من اللصوص، وتجار المخدرات، والجواسيس، وتجار الدم، وبائعي الثورات، وعملاء أعداء الأمة"، ناصحا إياهم بـ" بالتوبة إلى الله قبل أن تقعوا تحت سيف العدل، فيأخذ من رقابكم ما أمر الله به، ويجعلكم عبرة للمعتبرين".
*بشار سجان فقط
وخصص "علوش" وقتا من كلمته لتوجيه نصائح إلى "المجاهدين"، وامتداح شجاعة ومواقف المقاتلين، لاسيما في جنوب العاصمة دمشق، معتبرا أن جنوب دمشق والغوطة محاصران من "دول قذرة" وأن النظام "يلعب دور السجان فقط"، وأن هذا الحصار هدفه القضاء على وجود "المسلمين" في المنطقتين.
ودعا "علوش" التجار (سماهم تجار الحصار والأنفاق) إلى أن "يتقوا الله" في الجائعين والمحاصرين، قبل أن يسلط الله عليهم ما لايقدرون على رده.
وعاد "علوش" إلى مهاجمة تنظيم "الدولة"، مطالبا مقاتلي القلمون باستئصاله، واصفا "البغدادي" زعيم التنظيم بأنه "جرذ" وجبان، يختبئ في "جحره".
وكشف "علوش" أنه كان قبل فترة في حلب، ناعتا المقاتلين هناك بأنهم "مجاهدون طيبون"، وداعيا في نفس الوقت مقاتلي حوران والقنيطرة إلى شحذ هممهم، محذرا إياهم من تسلل تنظيم الدولة إلى تلك المنطقة.
*حجج ساقطة
وقال "علوش" إنه يعلم أن دولا عظمى توجه "تنبيهات إلى كثير من فصائل الجيش الحر أن لايقاتلوا داعش بحجج ساقطة"، مطالبا فصائل حوران بالتوحد ووضع تلك الحجج "تحت أقدامهم"، والتوجه لقتال النظام والتنظيم معا، مضيفا: "أقبلوا إلى دمشق فنحن بانتظاركم، وسنتعاون معكم وندخل العاصمة فاتحين إن شاء الله".
ونوه "علوش" إلى أنه يلقي كلمته في نفس اليوم الذي دخل فيه الغوطة الشرقية، واعدا بمعاودة "الاندفاع نحو الأمام"، والتخلص من "الفتن"، لاسيما بعد نجاح الهيئات الأمنية بعد إعداد ملفات كثيرة لـ"الخونة"، الذين يحركون الأمور من بعيد، مهددا هؤلاء بالقضاء عليهم، وداعيا "جيش الإسلام" للاستعداد لخوض "حرب ضروس".
وتعرض "علوش" إلى القضاء الموحد في الغوطة، مثنيا على أداء القضاء، ومطالبا بعدم تأخير قضايا الناس، وعدم التهاون في الحقوق، بل التعامل مع الأمور بقوة وحزم.
*النصرة رفضت مشاركتنا في تحرير إدلب
ووصف قائد "جيش الإسلام" مشروع القيادة الموحدة في الغوطة بأنه "رائد"، لكن لــ"ربما اعتراه في الفترة السابقة بعض الفتور"، واعدا باستئناف هذا المشروع.
ونوه "علوش" إلى أن "القيادة الموحدة" تجمع جميع فصائل الغوطة باستثناء فصيل واحد، "عريق في شق الصف، فقد شق الصف في حلب وإدلب وحوران والقلمون الغربي، وهو يشق الصف في الغوطة اليوم"، في إشارة واضحة إلى "جبهة النصرة".
ووجه رسالة إلى النصرة دون أن يسميها، "إياك وشق الصف، وإياك والمكر والخديعة".
وعرج "علوش" على مطالبات "البعض" بإنشاء "جيش الفتح" في الغوطة الشرقية، منوها بداية إلى أن "جيش الإسلام" قدم طلبا للانضمام إلى غرفة "جيش الفتح" التي حررت إدلب، لكن "مع الأسف رفضت جبهة النصرة في إدلب هذا الطلب، وليست هي الوحيدة، وإنما وراؤها فصيل اشتهر بالمكر والخديعة".
واستدرك "علوش": "بعدد ذلك –أي بعد تحرير إدلب- شكلنا غرفة عمليات أخرى، وكنا رأس حربة في تحرير جسر مدينة الشغور".
وبارك "علوش" لأهل إدلب تحرير مدينتهم، الذي رأى أنه كان ينبغي أن يتم في وقت أبكر من الذي حصل، لأن خطوط الدعم مفتوحة، وقال إنه يعيد المباركة لأهل الغوطة الذين حرروا منطقتهم قبل نحو سنتنين ونصف بـ"الدماء، لا بالدعم والسلاح والذخيرة".
وعاد"علوش" إلى موضوع مطالبة "جبهة النصرة" بإنشاء "جيش الفتح" في الغوطة، معتبرا أنه إذا كانت المشكلة في الاسم فـإنه على استعداد لتغيير اسم غرفة القيادة الموحدة إلى "غرفة عمليات جيش الفتح"، وهكذا لا يبقى عذر لجبهة النصرة أن لاتنضم للغرفة الجديدة.
وأغلق "علوش" الباب أمام مطالبة النصرة، موضحا أن غرفة العمليات الموحدة قائمة في الغوطة.
* لا عفو عن هؤلاء
وانتقل "علوش" إلى "ملف المعتقلين" في الغوطة، مؤكدا أنه أصدر عفوا عاما، سيتم نشره، ومتابعة تنفيذ خطواته، لكنه سدّ الطريق تماما في وجه "المعتقلين من عصابة البغدادي"، مؤكدا: "لاعفو عنهم، ونقول لأهلهم: لن نسمح لأبنائكم أن يقدموكم ويقدموا أعناقكم لسكاكين البغدادي".
وشدد "علوش" أن العفو لايشمل "المنتسين إلى النظام ومليشياته، مثل جيش الوفاء، جيش أسد الله الغالب، الفصائل الرافضية، وفصيل عصابة البغدادي... لاعفو عنهم بعد القبض عليهم، وسنجز رقابهم إن شاء الله"، قائلا إن هؤلاء يمكنهم إنقاذ أنفسهم بـ"التوبة" قبل القبض عليهم، وأن على من يتوب "أن يسجل توبته عندنا".
*تملصوا
وتطرق "علوش" إلى مسألة حصار الغوطة، داعيا إلى الكف عن تعيير أهل الغوطة بحصارهم، والمبادرة إلى فكه عوضا عن توجيه النقد والملامة إلى أناس أشبه بالسجناء المكبلين، لايستطيعون حراكا.
وقال "علوش" إنه وبعد فرض الحصار على الغوطة بأشهر (أي منذ حوالي سنتين) خرج إلى "الشمال" وحضر اجتماعا ضم معظم قادة الفصائل، وطلب من كل فصيل أن يرسل 300 مقاتل، و3 قطع ثقيلة، وقد تشجع قائد لواء التوحيد "عبدالقادر صالح" للطرح، وتعهد بمتابعته، ولكن "أغلب قادة الفصائل حاولوا التملص".
وأقسم "علوش" أن النتيجة النهائية لتشكيل قوة تفك الحصار عن الغوطة، لم تسفر حينها سوى عن قدوم 40 مقاتلا من "صقور الشام"، علما أن الاجتماع كان مع 23 فصيلا من فصائل الشمال، بما فيها الفصائل الكبرى.
وطالب "علوش" الفصائل بمساندته في فك الحصار عن الغوطة، مقترحا مثلا على "جيش الفتح" في إدلب أن يتوجه إلى معاقل النظام في الساحل، ويحاصرها، ثم يقايض فك الحصار عنها بفك الطوق عن الغوطة.
كما اقترح "علوش" بديلا "أسهل" من فتح جبهة الساحل، يتمثل بـ"إنهاء وجود" 4 قرى شيعية في الشمال هي "كفريا، الفوعة، نبل، والزهراء"، مبديا استعداده للمشاركة في العملية، التي رأى أنها ستشكل عامل ضغط في فك الحصار عن الغوطة.
*"شعبان فرقهما الكفر"
وقبل ختام كلمته، قال "علوش" إن جيش الإسلام يتعرض إلى حرب إعلامية "لانظير لها"، تقف وراءها "جهات دولية قذرة".
ووجه "علوش" رسالة إلى الأكراد، معتبرا أن "العرب والأكراد شعبان جمعها الإسلام وفرقهما الكفر.. لم يكن هناك تمييز، حتى أتت الدعوات الخبيثة، نادى العرب قومية عربية، فنادى الكرد بقومية كردية".
ورأى "علوش" أن الذين تصدوا لحمل لواء القوميتين، هم "شرذمة" مثلها حزب البعث في الجانب العربي، وحزب العمال الكردستاني في الجانب الكردي، داعيا الأكراد لـ"العودة إلى أمتهم وحاضنتهم"، وعدم التورط بانتهاكات ضد العرب وغيرهم من القوميات، استجابة لأهداف بعض الدول.
وختم "علوش" حديثه، برسالة إلى "زعماء العالم الإسلامي"، قائلا إنهم "متفاوتون، منهم الصالح ومنهم الطالح"، داعيا "الصالحين" إلى تقوى الله والحرص على الأمة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية