شهد الشمال السوري ليل الأحد تطورا إضافيا، من شأنه تعقيد صورة المشهد الذي تختلط فيه كثير من الأوراق، مع نشوب اشتباكات بين الجيش التركي ومليشيا وحدات الحماية الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، التابع لحزب العمال الكردستاني (تصنفه تركيا منظمة إرهابية).
وحصلت الاشتباكات قريبا من معبر تل أبيض التابع لمحافظة الرقة إداريا، والذي سيطرت عليه المليشيا الكردية (YPG) مؤخرا، بعد أن طردت تنظيم "الدولة" منه.
ولم تتسرب أنباء دقيقة عن سبب الاشتباكات، ولاعدد الإصابات والقتلى بين الطرفين، إن وجدت.
وتأتي الاشتباكات لتدلل على قابلية الوضع لانفجار كبير، في منطقة بالغة الحساسية بالنسبة لحزب الاتحاد الديمقراطي ولأنقرة كذلك، حيث يسعى الأول لتثبيت أركان كيان أعربت تركيا مرارا وتكرارا عن رفضها له، ووقفوه بحزم ضده.
وفي سياق غير بعيد عن محافظة الرقة، أعلن تنظيم "الدولة" أنه استعاد بلدة "عين عيسى" وقرية "الشركراك" الواقعتين في الريف الشمالي من أيدي وحدات الحماية الكردية.
فيما توالت الشهادات عن "تهجير عرقي" مارسه حزب الاتحاد الديمقراطي في مدينة "تل أبيض"، حيث نقلت وكالة "أناضول" الرسمية التركية عن "محمد أحمد"، القيادي في "جيش السلام" المناوئ للنظام، قوله إن الحزب الكردي، أسكن في "تل أبيض" أكرادا جلبهم من خارجها، لتغيير هوية المدينة.
وتابع: "الأكراد أصبحوا يشكلون الغالبية بين سكان المدينة، بعدما أسكن حزب الاتحاد فيها أكرادا جاؤوا من خارجها، ولم يبق إلا قليل جدا من السكان العرب في المدينة".
وأفاد "أحمد" أنه ومقاتلوه دخلوا المدينة مع قوات حزب الاتحاد الديمقراطي، عقب انتزاعها من تنظيم "الدولة"، بهدف منع مليشيا الحزب الكردي من الاستيلاء على "أراضي العرب" في "تل أبيض".
وأشار إلى وقوع خلافات مع الحزب ومليشياه بعد يوم واحد من دخول "تل أبيض"؛ ما اضطرهم إلى مغادرة المدينة، مشيرا إلى أن المليشيا الكردية هاجمت مواقعهم، وقتلت 4 من رفاقه، فيما فر لجأ الباقون إلى تركيا.
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية