
شق صوت الطفلة ريم 14 سنة عنان السماء في المعتقل وهي تصرخ على الهاتف قائلة لوالدتها: "ماما خديني لعندك بدي أطلع" بعد أكثر من عام على اعتقالها بتهمة الإرهاب وتهريب السلاح، وريم هي واحدة من 17 فرداً من عائلة واحدة من حي الشيخ مقصود بحلب اعتقلهم نظام الأسد لذات السبب أكثرهم من الأطفال ومنهم والدتها ووالدها وشقيقها الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره وشقيقتهما الكبرى التي تم الإفراج عنها فيما بعد وعدد آخر من أقاربها.
وروت سجينة سابقة كانت معتقلة مع والدة الأطفال لـ"زمان الوصل" إن أفراد العائلة تم اعتقالهم جميعاً أثناء ذهابهم من منطقة محررة، حيث يعيشون إلى منطقة تقع تحت سيطرة النظام لشراء الملابس وزيارة أقارب لهم، وتم حينها -كما تقول- اعتقال الأم "دلال جمعة" وزوجها وأبنائها (ريم وخليفة) وابنة كبيرة لم تتذكر اسمها.
وتابعت محدثتنا، التي رفضت الإفصاح عن اسمها، إن الطفلة "ريم" نُقلت مع والدتها ووالدها إلى فرع الأمن الجنائي في حلب، وكانت تبكي وتصرخ في الزنزانة وهي ترى كيف يتم تعذيبهما بوحشية.
وتضيف السجينة السابقة أن "الطفلة كانت تبكي أحياناً من الجوع ولا تجد ما تأكله سوى البطاطا المسلوقة والبرغل-حسب ما روت لها والدة الطفلة- التي جاورتها في الزنزانة فيما بعد، وكان السجانون والمحققون يمارسون على الطفلة أبشع أنواع الضغط والتخويف، ويتعاملون معها كورقة ضغط على أهلها للحصول على اعترافات عن أشياء لم يفعلوها كما هي عادة جلادي المعتقلات السورية.
وتردف المعتقلة السابقة إن "العائلة تم نقلها إلى دمشق فيما بعد ليتم تحويل الطفلة ريم من القضاء إلى سجن الأحداث بتهمة تهريب السلاح، رغم أن عمرها لم يتجاوز 13 سنة، آنذاك ولتفترق عن والدتها أما شقيقها "خليفة"، فتم تحويله –كما تقول- مع والده وبقية أقاربه إلى سجن الرجال في عدرا.
وتكشف محدثتنا أن "قاضي التحقيق السابع بعد أن استجوب ريم وأوقفها أعطاها حبة سكاكر لتكف عن البكاء، ولكنها رفضت قائلة له بكل ثقة: "هل هذه حلوان حرماني من أمي وأبي".
أما شقيقها "خليفة"، الذي لم يكن قد تجاوز 10 من عمره، لدى اعتقاله فتم تعذيبه مع ابن خالته الذي يصغره بثلاث سنوات أمام أميهما ليعترفا على أشياء لم يقوما بها.
كانت الأم المعتقلة تُصاب بحالات انهيار كامل وهي لا تعرف عن مصير شيئاً عن مصير زوجها وأطفالها –كما تقول نزيلة زنزانتها.
وتضيف: "كنا نعمل على تهدئتها والتخفيف من ألمها".
وأشارت المعتقلة السابقة، التي خرجت منذ أشهر قليلة، إلى أن الأم "طلبت أكثر من مرة من عقيد السجن إحضار طفلتها إلى سجن النساء، ولكن طلبها كان يُقابل بالرفض دائماً".
وكشفت أن "والدة الأطفال كانت تتصل كل أسبوعين لمدة دقيقتين بأطفالها من خلال حصالة هاتف في السجن، وفي كل مرة كانت تنهار لدى سماع صوت طفلتها وهي تقول لها باكية: "ماما خديني لعندك بدي اطلع".
ورغم أن الأم– كما تقول محدثتنا- قدمت إخلاء سبيل لطفلتها إلا أن الطلب كان يرفض دون إبداء الأسباب.
وكانت (الشبكة السورية لحقوق الإنسان) قد أشارت في تقرير لها حمل عنوان "أطفال سوريا .. الحلم المفقود " صدر العام الماضي 2014 إلى أن "عدد الأطفال المعتقلين من قبل النظام بلغ أكثر من 9500 طفل، فيما سجلت الشبكة أن أكثر من 1600 طفل مختف قسرياً، لافتة إلى أن نسبة الضحايا من الأطفال إلى المجموع الكلي للضحايا تفوق 7% وهي نسبة تعد مرتفعة جداً وتشير إلى تعمد قوات النظام استهداف المدنيين.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية