تمثل حقول الغاز في بادية حمص، وخاصة حقل شاعر (120كم شرق مدينة حمص)، مصدرا وحيدا لتشغيل محطات الكهرباء لدى النظام حاليا.
ويقّدر إنتاج حقول الغاز في بادية حمص، بأكثر من 10 ملايين متر مكعب يوميا، يصنّع حاليا نصفها بمعامل تصنيع الغاز بالفرقلس (50كم شرق مدينة حمص)، التي تعد أكبر معامل لتصنيع الغاز في سوريا، ما زالت تحت سيطرة النظام.
وذلك ما يفسر استماتة النظام ومرتزقته بالدفاع عن "شاعر" و"الفرقلس"، حسب مراقبين، لأنه بسقوطهما سوف ينهار النظام اقتصاديا.
وتقول المعلومات الميدانية، التي حصلت عليها "زمان الوصل"، إنّ تنظيم "الدولة الإسلامية"، كبّد النظام بالأشهر 15 الأخيرة، أكثر من ألف قتيل بمنطقة شاعر وجزل وحيّان، معظهم من جيش ما يسمى "الدفاع الوطني".
* وظيفة في القبر
وضمن السياق نفسه يروي سائق حافلة ركاب صغيرة لـ"زمان الوصل"،حكاية مقتل 300 شخص مدني، ومعظمهم من الأحياء الموالية للنظام بحمص (النزهة -الزهراء -وادي الذهب).
يقول السائق، الذي رفض الكشف عن اسمه خوفا من بطش الأجهزة الأمنية: "خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي، كنت مارا بشارع الستين، فأوقفت من قبل حاجز الأمن العسكري هناك، وأخذوني إلى الفرع، وهناك رأيت عشرات حافلات الركاب الصغيرة (سرافيس)، والكبيرة (بولمانات)، تقف أمام فرع الأمن العسكري بحمص، فأوقفت حافلتي بين هذه الحافلات، وأخذت هويتي مني "للتفييش".
وأضاف يقول: "بينما كنت واقفا في إحدى زوايا ساحة الأمن العسكري، رأيت تجمّعا بشريا يقدّر بالمئات، وهناك ضابط أمن، يلقي عليهم كلمة.. فسمعت الضابط وهو يقول لهؤلاء المجتمعين: "الموافقة الأمنية التي جئتم من أجلها للتوظيف بشركة كهرباء حمص وغيرها من المؤسسات بحمص جاهزة، ويمكن إعطاؤها لكم الآن، ولكن-والكلام مازال لضابط الأمن العسكري- هناك مهمة أكبر من هذه الموافقة الأمنية، وهي مهمة الدفاع عن الوطن، فمن يريد الدفاع عن الوطن، فليقف على اليمين، ومن كان لديه عذر يمنعه، فليقف على اليسار.
وأكد سائق الحافلة، أن من وقف على اليمين، كان يقدّر عددهم بـ400 شخص، ومن وقف على اليسار بـ 200شخص، ثم طلب الضابط من الذين وقفوا على اليسار الانصراف، أما الباقون (400)، فقد أعطي لكل واحد منهم بارودة "كلاشنكوف"، وركبوا بالحافلات.
وتابع السائق: "ذهبنا بهم إلى حقل شاعر بالبادية، حيث كانت هناك سواتر ترابية، نزلوا من الحافلات، وتوزعوا على السواتر، وأعطيت لهم الأوامر بأن يطلقوا النار على نحو دائم".
وأكد سائق الحافلة، والذي كان يراقب عن بعد، معركة النظام مع "التنظيم" بمنطقة شاعر في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، -أكد- مقتل 300 شخص من هؤلاء خلال 48 ساعة.. مضيفا بأن الحافلات، عادت مليئة بجثث هؤلاء إلى الأحياء الموالية للنظام بحمص.
وحدث وقتها اضطراب وضجة بسبب اقتياد هؤلاء الحالمين -بالوظيفة المدنية-إلى المعارك، ومعظمهم لا يجيدون الرمي والقتال.
ريف حمص - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية