تداول ناشطون على شبكة التواصل الإجتماعي شريط فيديو مسرّبا يظهر عنف السلطات الهنغارية بالتعامل مع اللاجئين السوريين لإجبارهم على التبصيم واللجوء في هنغاريا.
وأظهر الشريط مجموعة من هؤلاء اللاجئين في صالة كبيرة فيما يعتدي عناصر من الشرطة الهنغارية على بعضهم بالضرب لدى امتناعهم عن التبصيم، وعندما يحتج أحدهم يقدم عنصران من الشرطة على ضربه واقتياده عنوة إلى طاولة التبصيم، ويسمع صوت اللاجىء الذي يصور المشهد بجواله وهو يردد: "هنغاريا 26/5/2015 عم يبصموا العالم غصباً عنهم تحت التهديد بالضرب".
ويتابع:"ضرب مبرح مع الهجوم من الكلاب البوليسية".
وأشار الناشط "جاد الإدلبي" لـ"زمان الوصل" إلى أن السلطات الهنغارية تتعامل مع اللاجئين السوريين بمنتهى القسوة واللا إنسانية، مضيفاً أن "اللاجىء السوري عندما يدخل إلى هذا البلد ويتم القبض عليه من قبل الشرطة فإنهم يجبرونه على التبصيم الذي يعني حكماً القبول بهنغاريا كبلد لجوء، وإذا لم يوافق على ذلك يتم سجنه لمدة تتراوح ما بين 4 أيام إلى الشهر ثم تقوم السلطات الهنغارية بإرجاعه إلى صربيا، حيث يأتي منها كل اللاجئين إلى هنغاريا".
وأوضح الناشط الإدلبي أن هذا التصرف من قبل السلطات الهنغارية هو مخالفة لاتفاقية دبلن لشؤون اللاجئين التي تنص على عد م تبصيم أي لاجىء بالإكراه.
وحول المقطع المتداول، أوضح الناشط الإدلبي أن "هذا المقطع صُور لدى تجميع لاجئين في صالة كرة سلة بقرية قريبة من حدود صربيا في الأراضي الهنغارية.
ويتضح من خلال الشريط -كما يقول- أن الشرطة الهنغارية تتعامل بالقسوة والإذلال بحق اللاجئين، وعندما يرفض أحدهم التبصيم يلجأ عناصر الشرطة إلى ضربه وسحبه عنوة لكي يبصم على اللجوء كما هو واضح من المقطع.
ويتابع محدثنا أن هذا التعامل السيء من قبل عناصر الشرطة الهنغارية لا يقتصر على ذلك، بل يلجؤون إلى مصادرة الجوالات والمبالغ التي تكون بحوزة اللاجئين وعدم إعادتها إليهم.
وعزا الإدلبي تصرف السلطات الهنغارية في تبصيم اللاجئين إلى استفادتها من مساعدات الاتحاد الأوربي للأسماء المسجلة لديها، كما في إيطاليا واليونان مثلاً، وإن كانت اليونان –كما ينوّه– لا تجبر اللاجئين على التبصيم لديها بسبب الضائقة الاقتصادية التي تمر بها.
وانتقدت المفوضية السامية للأمم المتحدة الشهر الماضي تزايد ظاهرة العداء للأجانب، وقالت الممثلة الإقليمية للمفوضية بوسط أوروبا "مونتسيرات فيكساس فيهي: "نحن نشعر بقلق كبير إزاء الطريقة التي تحط خلالها الحكومة بشكل متزايدة من قدر الأفراد الذين فرّوا من مناطق الحرب كسوريا وأفغانستان والعراق والذين هم في أمسّ الحاجة إلى الأمان والحماية في هنغاريا".
وأضافت فيهي: "نادراً ما يكون للاجئين الوقت الكافي للحصول على جوازات السفر أو التأشيرات عندما تكون حياتهم معرّضة للخطر أو عندما يواجهون الاضطهاد. ولا يبطل ذلك طلبات اللجوء التي يقدّمونها بأي شكل من الأشكال ويجب ألا يحول دون وصولهم إلى إجراءات لجوء عادلة وفعّالة".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية