أكد قائد عمليات "الجبهة الجنوبيّة" العقيد الركن "خالد النابلسي" استمرار معارك تحرير مدينة درعا، مستغربا الشائعات التي تحدثت عن توقفها، كما ناشد إلى عدم الالتفات إلى ما يروجه بعض الناشطين والمواقع الإعلاميّة عن توقفها لأي سبب كان.
وفي حديث لـ"زمان الوصل" نوّه العقيد "النابلسي" إلى أن سير المعارك لم يتوقف، وبأن قيادة "عاصفة الجنوب" في طور إعادة تقييم المعركة، وتجاوز بعض السلبيات، وهذا من وجهة نظر "النابلسي" أمر طبيعي في الحروب مع ظهور بعض التغيرات والمفاجآت التي قد تحصل في خضم المعارك، لاسيما أن الخصم محصن بشكل كبير، وهناك أهداف وكمائن قد لا تكون في الحسبان.
العقيد "النابلسي" تطرق إلى عملية الإعداد والتخطيط للمعركة؛ لافتاً إلى أن الجانب المدني والحرص على حماية المنشآت الحيوية والأملاك العامة والخاصة؛ كان لها النصيب الأكبر في عملية التحضير للمعركة والتي استمرت لشهور عديدة.
وأشار المتحدث إلى عقبتين واجهتهما أثناء عملية التحضير: حيث تمثلت الأولى في عدم تمكنهم من إخراج المدنيين القابعين في مناطق سيطرة النظام، بعد منع الأخير خروج أي مواطن وذلك بهدف الاحتماء بهم من ضربات الثوار، وجعلهم أشبه برهائن لديه.
أما العقبة الثانية فكانت بسبب الغضب والإلحاح الشديد من قبل المدنيين على الثوار للاستعجال بفتح معركة المدينة، بالإضافة أيضا إلى كثرة الأهداف العسكرية للنظام وشدة تحصينها وانتشارها، وحجم قوات النظام داخل المدينة.
هذا كان فيما يخص مرحلة الإعداد والتحضير؛ أما المشاكل التي اعترت مرحلة التنفيذ، فكانت في عدم انضباط بعض العناصر، أو اندفاعهم الزائد للمعركة واقتحام البعض بشكل فردي لمناطق قبل اكتمال التمهيد المدفعي؛ ما أدى إلى وقوع شهداء وجرحى، كما وقع البعض في الحصار أثناء ذلك، الأمر الذي تطلب جهدا ووقتا كبيرين لفك الحصار عنهم.
وبالعودة إلى التطورات الميدانية في معركة "عاصفة الجنوب"، أفاد ناشطون بتراجع حدة المعارك اليوم وأمس الاثنين والأحد بشكل ملحوظ، كما سُجل تراجعا طفيفا للجيش الحر عن بعض المواقع التي تقدموا إليها في الأيام الأولى للمعركة، مثل حاجز "السرو" على المدخل الشمالي للمدينة.
قائد عمليات الجبهة الجنوبية عقّب بأن المعركة مستمرة، وإن تراجعت حدتها لبضع ساعات، فذلك في سبيل إعادة النظر في الأخطاء وتدارك السلبيات لمتابعة العمل ووضع خطط احتياطية على ضوء المستجدات.
ورفض العقيد "النابلسي" ما يقال حول قرار المعركة على أنه نابع من إرادة خارجية في إشارة إلى (الموك)، مؤكدا أن هذا القرار داخلي، جاء استجابة للمطالب الشعبيّة وهو قرار لأبناء البلد وحدهم، واستطرد: "لأجل هذا لن نتراجع مهما كلف الثمن.. فإما ننتصر أعزاء أو نموت أعزاء".
كما استنكر "النابلسي" الدور السلبي الذي مارسه بعض الناشطين الإعلاميين من نشر أخبار حساسة أو مغلوطة سواء بقصد أو بغير قصد، مطالبا إياهم بالاهتمام "بما يشد أزر المجاهدين" وابتعادهم عن ترديد الشائعات التي يروج لها النظام.
سفيان جباوي -درعا -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية