فوجئ الطلاب السوريون المتقدمون إلى الامتحان المعياري للشهادة الثانوية في تركيا عصر أول أمس السبت بأن الأسئلة، التي استعدوا للإجابة عليها طوال عام كامل، لا تتطابق مع المنهاج السوري المعدل من قبل وزارة التربية والتعليم التابعة للحكومة المؤقتة.
وعبر عدد من الطلاب لـ"زمان الوصل" عن استيائهم مما حصل في قاعة الامتحان في إحدى المدن التركية حين وجدوا أن أسئلة الامتحان الذي لا تتجاوز مدته 4 ساعات لجميع المواد غير مطابقة للمنهاج الذي درسوه.
وأفادوا بأنه تم وضع الأسئلة وفق منهاج "كا جيه"، الذي يجريه الأتراك للطلبة الأجانب للحصول على الشهادة الثانوية العامة التي تخولهم للدراسة في جامعتها، علماً أن كافة المدارس السورية المرخصة في تركيا درست طلابها السوريين وفق المنهاج السوري المعدل من قبل وزارة التربية والتعليم التابعة للحكومة السورية المؤقتة.
وأصدر الأتراك قبل فترة قصيرة قراراً يقضي باعتماد الامتحان المعياري للتقدم إلى الجامعات التركية بغض النظر عن الشهادة الثانوية التي حصل عليها المتقدم خلال السنوات السابقة، بحيث يتم إلغاء الشهادة السورية الصادرة عن وزارة التربية والتعليم التابعة لنظام الأسد أو الائتلاف، والمفاضلة على أساس نتيجة الامتحان المعياري.
*خارج المنهاج لكنها سهلة
وعلّق مصدر مسؤول في الحكومة المؤقتة على ما حدث، مقرّاَ بأن الوزارة التركية جاءت بأسئلة من خارج منهاج "البكلوريا"، غير أنه اعتبرها سهلة، مشيرا إلى أنهم رجعوا إلى صفوف التاسع والعاشر تسهيلا على الطلاب الذين درسوا المنهاج الليبي لكي لا يخسروا السنة.
وقال المصدر لـ"زمان الوصل" إن عدد الطلاب المتقدمين نحو أربعة آلاف طالب.
ورأى أن "طالبنا البصيم الذي لا يعرف الإجابة إلا من داخل صفحات الكتاب دفع الضريبة"، مضيفا أن امتحانات الأتراك هي فحص قدرات عامة للمرحلة الثانوية ولاتقتصر على "البكلوريا"، وكانوا دوما يقولون (الأتراك) نريد أن نسهل على الطلاب ونريدهم أن ينجحوا ليدخلوا جامعات فسوريا بحاجتهم.
وأوضح المصدر نفسه أنه يعرف طلابا ما درسوا منهاج "البكلوريا" غير أن ثقافتهم العامة تكفلت بخروجهم مسرورين من الامتحان.
وكشف أن الاتفاق مع الأتراك تم على منهاج "البكلوريا"، غير أنهم اجتهدوا بالرجوع لقدرات سابقة للطالب في صفوف أدنى من الثالث الثانوي، "وهذا لا يناسب ذهنية معظم طلابنا".
*تزوير هائل
وعزا المصدر المسؤول قيام الأتراك بهذا الامتحان إلى "التزوير الهائل بالشهادات الصادرة عن النظام".
وتنتشر في تركيا ظاهرة بيع الشهادات العلمية على مختلف أنواعها ودرجاتها للسوريين دون أدنى رادع أخلاقي أو قانوني، حيث باتت الإعلانات عنها على مواقع التواصل الاجتماعي، دون خجل ولا وجل.
ووعد المصدر بأن "تحل المشكلة بطريقة التصحيح مع الجانب التركي خلال الأيام القادمة إن شاء الله".
* الرد الرسمي للمؤقتة
وزوّد المصدر نفسه "زمان الوصل" ببيان أصدرته الوزارة بخصوص الامتحان التأهيلي في تركيا هذا نصه:
"نظراً لورود بعض الاستفسارات والاعتراضات على مضمون الأسئلة التي وردت في الامتحان التأهيلي وبعضها يتهم وزارتنا بالتقصير فإنّ وزارتنا تبين الأتي:
1- نحن كسوريين في الأراضي التركية وتحت حمايتها نحترم السيادة الوطنية التركية، وقرار الامتحان تحت إشراف وزارة التعليم الوطني التركية هو قرار سيادي تم اتخاذه في الشهر الثاني من العام الحالي 2015 من قبل مجلس التعليم العالي التركي وطبقته وزارة التعليم الوطني التركية، وفيه ضمان حق للطالب السوري ومنحه شهادة تركية معترف بها عالمياً. ووزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة تقدر عالياً الجهود التي قامت بها الحكومة التركية من أجل مصلحة طلابنا السوريين في مختلف المستويات.
2- الجانب التركي عمل وخلال شهور ماضية لتقديم امتحان يضمن حق السوريين بالحصول على شهادة تركية معترف بها عالمياً وباللغة العربية، وهذا يعد سابقة بالتعامل الدولي مع اللاجئين السوريين، وقد كانت فرق عملهم تعمل ليل نهار لإنجاح هذا الامتحان، ونحن على ثقة بأن الجانب التركي سيكون منفتحاً لكافة النقاشات والمراجعات لحل المشكلات والصعوبات التي واجهت طلابنا.
3 - قامت وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة بالعديد من ورشات العمل مع الجانب التركي حيث تمّ الاتفاق معهم على أن تكون الأسئلة من المنهاج السوري للثالث الثانوي من الطبعة المعدلة الموجودة في كافة المدارس السورية في المدن التركية.
4-- طلبت وزارة التعليم الوطني التركية نسخاً من المنهاج السوري للثالث الثانوي المعدل والمفردات المطلوبة التي ندرسها لطلابنا في المدارس السورية وقد تم إرسالها بشكل رسمي الى الجانب التركي وبنفس الوقت تم إعلانها على صفحة وزارتنا وتعميمها على كافة المدارس السورية في تركيا.
5 - طلبت وزارة التعليم الوطني التركية نماذج أسئلة للمفردات المطلوبة على شكل بنك أسئلة وقد قامت وزارتنا بتشكيل لجان وأعدت بنك أسئلة من المفردات المطلوبة حصرا وتمّ إرسالها بشكل رسمي للجانب التركي.
6 - لاحقاً للاتفاق بين وزارتينا فقد صدر دليل الامتحان التأهيلي المتضمن تعليمات الامتحان (للمراجعة): المادة الثامنة (مواضيع الامتحان): "سيخضع الطلبة المتقدمون بطلب للدخول في امتحان YOLYDS، لاختبار يتضمن توجيه أسئلة تتعلق بالمنهج الدراسي الملائم للصف الـ (12) والمتضمن للمواد التالية...."
7- تم توجيه كافة الطلاب بناء على هذه التعليمات والاتفاقات الشفهية والمراسلات الكتابية بين وزارتينا بأنّ الامتحان سيكون من المنهاج السوري المعدل للصف الثالث الثانوي وكافة الإجراءات السابقة تبين هذا السياق.
8 - ما ورد في الامتحان التأهيلي انقسمت ردود فعل الطلاب والمدرسين مبدئيا بين من يقول إنها بسيطة جدا وسطحية وبعضها من مستوى الصف التاسع والعاشر وتنضوي تحت القدرات العامة التي من البدهي لطلاب البكلوريا حلّها وبين معترض على بعضها لصعوبتها.
9 - وزارتنا وحرصاً على الموضوعية شكلّت لجانا علمية من كوادر مختصة تقوم بدراسة كافة الأسئلة الامتحانية ولكافة المواد للوصول إلى تقرير علمي يبين وضع هذه الأسئلة من حيث طبيعتها وانتظامها لمفردات المنهاج السوري للثالث الثانوي وملائمتها له.
10 - سيتم إرسال التقرير للجانب التركي وعقد ورشة عمل معهم بشكل سريع لبحث كافة الاشكالات والصعوبات المتضمنة في الامتحان والوصول إلى حل عادل يضمن حمابة حق الطلبة السوريين المتقدمين للامتحان التأهيلي.
11 - أوردت وزارة التعليم الوطني التركية مسارا قانونيا للاعتراض على الامتحان التأهيلي كما بين الدليل التوضيحي وفق الآتي:
الاعتراضات على الامتحان التأهيلي:
أ- يمكن للطلبة تقديم الاعتراضات المتعلقة بأسئلة الامتحان وكيفية إجراء الامتحان إلى (TEGM) (وزارة التعليم الوطني التركية) خلال خمسة أيام عمل على أبعد تقدير اعتبارا من تاريخ نشر الأسئلة ومفتاح الأجوبة على موقع الإنترنيت www.tegm.gov.tr وتقوم TEGM بنقل الاعتراضات إلى الجهات المختصة للرد عليها.
ب- يقدم الطلبة الاعتراضات على الأسئلة وكيفية إجراء الامتحان ونتائجه بواسطة عريضة تضمن اسم الامتحان مرفقة بإيصال بقيمة (20) ليرة تركية وهي أجور الاعتراض التي يتم إيداعها في حساب مؤسسة رأس المال المدور التابعة للمديرية العامة لخدمات الدعم بوزارة التعليم الوطني التركية من خلال برنامج التحصيلات المؤسساتية، وذلك في أي فرع من فروع البنك الزراعي T.C.Ziraat Bankas، أو بنك الأوقاف التركي Turkiye Vakiflar Bankas أو بنك Turkiye Halk Bankasi.
ت- لا تراعى الاعتراضات التي تقدم بعد الفترة المحددة للاعتراض، كما تهمل الاعتراضات المقدمة بعرائض لا تتضمن معلومات حول رقم هوية الطالب وتوقيعه وعنوانه وغير مرفقة بإيصال البنك، وكذلك الاعتراضات المرسلة بالفاكس.
ث- الاعتراضات المقدمة على الأسئلة وكيفية إجراء الامتحان ونتائجه، يتم تدقيها وحسمها من قبل الجهة المختصة بالامتحانات وإبلاغ النتيجة لوزارة التعليم الوطني خلال عشرة أيام. وتتم مراعاة تاريخ تسجيل الأوراق الواردة.
ج- تقوم TEGM (وزارة التعليم الوطني التركية) بإبلاغ الطلبة بكافة نتائج الاعتراضات المقدمة.
تتمنى وزارتنا من كافة الطلاب الالتزام بالإجراءات الإدارية والقانونية التي تضمن الحصول على حقهم بما يضمن احترام القوانين الدولة التركية المضيفة التي بدورها تحرص كل الحرص على مصلحتهم وترغب بأن يكملوا مسيرة التعليم العالي.
والله ولي التوفيق."
*شهادة طالب
وقال أحد الطلاب المتقدمين للامتحان المعياري لـ"زمان الوصل": قمت بتقديم هذا الامتحان، علماً بأن شهادة البكلوريا خاصتي حصلت عليها في عام 2008 ومع ذلك أجبرني الأتراك في مديرية التربية بتقديم الامتحان المعياري على الرغم من إبراز كشف علامات صادر من جامعتي السورية، ولكن أخبرني الموظف بأن الطالب القديم والجديد والمنهاج الليبي والسوري واجب عليهم تقديم الامتحان المعياري".
وأضاف:"بالنسبة لعدم تطابق الأسئلة مع ما درس الطلاب في منهاج الائتلاف فلا علم لدي في ذلك، ولكن الأسئلة كانت معلومات عامة أكثر منها امتحان بكلوريا".
وذهب الطالب إلى ماذهب إليه المصدر المسؤول، عازيا قرار الأتراك بأن يتقدم الجميع إلى الامتحان المعياري، إلى عمليات التزوير لشهادات البكلوريا والشهادات الجامعية التي تحصل.
وأكد قائلا:"رأيت ذلك بأم عيني عمليات بيع شهادات مزورة، ولا ألوم الأتراك إطلاقاً بإصدار هكذا قرارات لأن العيب فينا مع الأسف".
ورأى بأن يتم التطرق من قبل "زمان الوصل" إلى تقديم النصح للسوريين بأن يبتعدوا عن مثل هذه الطرق والأساليب التي "لا ترضي الدين ولا المجتمع ولا القانون".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية