دارت اشتباكات عنيفة، يوم الأحد، بين تنظيم "الدولة" وقوات النظام المدعومة بمليشيات "الشبيحة" في حيي غويران والنشوة بمدينة الحسكة، بينما واجه التنظيم مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي في حيي العزيزية والغزل شرق المدينة، في حين يعاني النازحون من أوضاع غاية في الصعوبة.
وأفاد الناشط، محمد الخلف، من اتحاد شباب الحسكة، باشتداد المعارك بين تنظيم "الدولة" وقوات النظام على جبهتي النشوة وغويران، خلال محاولة قوات النظام استعادة الحيين من التنظيم، تحت غطاء جوي ومدفعي كثيف، أسفرت عن مقتل 4 عناصر للتنظيم.
وقال الناشط لـ"زمان الوصل" إن عددا من عناصر قوات النظام قتلوا وجرح آخرون، نتيجة تفجير تنظيم "الدولة" لمفخخة في مجموعة لقوات النظام حاولت التقدم من جهة حارة الآغوات بحي غويران، كما قصف حي الحارة العسكرية، الذي تنتشر عناصر حزب الاتحاد الكردي شمال غويران.
وعلى جبهة حي العزيزية، الذي سلمه النظام للحزب الكردي قبل يومين، دارت اشتباكات عنيفة، حاول خلالها مسلحو حزب الاتحاد، استعادة المواقع التي سيطر عليها التنظيم أمس، في حيي العزيزية والغزل والفيلات الحمر شرق المدينة، حسب الناشط.
وأضاف: "فجّر تنظيم الدولة سيارة مفخخة ثانية، في حاجز على دوار الصالحية من الجهة الشرقية للمدينة، حيث يسيطر على حاجز الغزل، ومفرق كلش على مقربة من المشفى الوطني".
وفي الأثناء، قصفت طائرات النظام بغارات عدة، مناطق سيطرة التنظيم، في أحياء النشوة، الليلية، غويران، ومنطقة الفيلات الحمر شرق المدينة، بينما استهدفت إحداها شركة سادكوب للنفط في مدخل الحسكة الجنوبي، ما أدى إلى اندلاع حريق هائل وانبعث عمود من الدخان الكثيف من الشركة".
*حركة نزوح هائلة
ومن جهتها، قالت الناشطة، هدى الحسين لـ"زمان الوصل" إن حركة نزوح هائلة للسكان شهدتها مدينة الحسكة، حيث توجه النازحون إلى مدن وبلدات شمال الحسكة، وبشكل رئيسي إلى مدينة القامشلي كبرى مدن المحافظة.
وأضافت الحسين: "نزحت مع عائلتي عن حي غويران، الذي دخل إليه عناصر التنظيم، ولم نجد لنا مأوى بسبب كثرة عدد الفارين من المعارك على الريف، فبتنا لدى عائلة عرضت علينا الإقامة لديها".
وأضافت الناشطة أن بعض الأسر لم تسنح لها الفرصة للخروج، ولا نعرف إن كانوا استطاعوا الهرب أم لا، بينما بقي رجل في كل منزل لحمايته بعد إخراج الأطفال والنساء".
وأشارت الناشطة إلى "استقبال متطوعي مفوضية اللاجئين، للنازحين فور وصولهم مدخل مدينة القامشلي، ويسألون الركاب إذا كان هناك من يحتاج عناية طبية لنقله إلى سيارة الإسعاف، كما تم افتتاح مدرستين لإيواء النازحين".
ولفتت الحسين إلى أن "مسلحي المليشيات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، كانت منعت دخول النازحين إلى مدينة القامشلي والبلدات التي تسيطر عليها في المحافظة، قبل أن تعود وتلغي القرار تحت ضغط موجة النزوح الكبيرة".
وحسب مصادر محلية، فإن الكثير من العائلات النازحة تمكث في الحديقة العامة، وحديقة الخليج بمدينة القامشلي، بينما تقيم 30 عائلة في مدرسة "أحمد حسن" في المدينة، ومدارس أخرى على أطراف المدينة الجنوبية التي تسيطر عليها قوات النظام، وسط شح المياه، بينما تجمع الكثير من العوائل في قرية "هيمو" بمدخل القامشلي، بانتظار تأمين الكفيل لضمان دخولهم للمدينة، وهو الشرط الذي يفرضه حزب الاتحاد الديمقراطي لاستقبال النازحين من الحسكة.
وفرّ نحو 200 ألف مدني من مدينة الحسكة، معظمهم أطفال ونساء، منذ يوم الخميس الماضي، جرّاء اندلاع المواجهات بين تنظيم "الدولة" وقوات النظام في أحياء المدينة الجنوبية.
محمد الحسين -الحسكة -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية