أعلنت وسائل إعلام النظام موت اللواء "محمد ناصيف خير بيك" الذي يتولى معاون نائب رئيس الجمهورية.
محمد ناصيف الملقب بـ"أبو وائل" أحد أبرز جنرالات الاستخبارات في عهد حافظ الأسد، أصله من الساحل لكن عائلته استوطنت في منطقة الغاب ومصياف منذ منتصف القرن الماضي وهو من قرية "اللقبي" في ريف مصياف التابعة لمدينة حماة.
ولد محمد ناصيف في منطقة الغاب عام 1937، وتخرج من الكلية الحربية اختصاص مدرعات وكان في اللواء المدرع الذي كان قائده آنذاك "مصطفى طلاس" وبعد انقلاب 8 آذار اقترب من حافظ الأسد، حيث كان آنذاك مديرا لمطار الضمير العسكري وبعد تسلم الأسد لوزارة الدفاع انتقل محمد ناصيف إلى إدارة المخابرات العامة، وكان يرأس مكتب الوزارة ومكتب الموظفين ولم يكن هناك فرع اسمه الفرع الداخلي، وبعد ما سمي بـ"الحركة التصحيحية" كان له دور كبير في تصفية وإبعاد كل شخص وموظف ووزير من المحسوبين على جناح صلاح جديد وأسس الفرع الداخلي (251) وهو فرع الأمن الداخلي جهاز أمن الدولة.
وتشتهر عائلة ناصيف بأن العديد من أفرادها عملوا في جهاز الاستخبارات فشقيقه عصام شغل منصب مدير مكتب وزير الدفاع الأسبق "مصطفى طلاس" لأكثر من 15 عاما، وابن أخيه اللواء فؤاد خير بك شغل منصب رئيس الفرع الداخلي في إحدى الفترات.
كان محمد ناصيف يمسك بملف العلاقات السورية الأمريكية والعلاقات السورية الإيرانية، ويقول باتريك سيل، في كتاب "سيرة حافظ الأسد": "كان محمد ناصيف متكتماً أكثر من الجميع إلى درجة أنه كان يعيش في مكتبه، وكان واحداً من القليلين جداً من الناس المسموح بالمبادرة إلى التحدث مع الرئيس الأسد هاتفياً في أي وقت. فبالإضافة إلى ترؤسه لما كان في واقع الأمر بوليساً سياسياً، كان واحداً من أهم مستشاري الأسد في شؤون الشيعة سواء في لبنان أو في إيران".
وكان مقرباً من موسى الصدر وقطب زادة، وكان غالباً ما يسافر من دمشق إلى بون وسويسرا اللتين كانتا قطبي الشبكات الإيرانية في الغرب".
وناصيف بحسب "باتريك سيل" شكل مع "محمد الخولي" و"علي دوبا" "الدعائم الخفية الثلاث لنظام الأسد".
شغل "ناصيف" منصب رئيس الفرع الداخلي "251" في جهاز أمن الدولة، ثم أصبح نائبا لمدير إدارة المخابرات العامة، وفي العام 2006 أصدر بشار الأسد مرسوما بإحداث منصب معاون نائب رئيس الجمهورية وكلف محمد ناصيف به.
تشير بعض المصادر إلى أن محمد ناصيف يرتبط بعلاقات خاصة مع المخابرات المركزية الأمريكية ليست بسبب زواجه من امرأة سورية تحمل الجنسية الأمريكية وتقيم مع عائلتها في ولاية "نيو جرسي" الأمريكية، حيث استقر فيها لفترة من الزمن قبل إعادته إلى سوريا لتولي منصب نائب مدير إدارة أمن الدولة.
لناصيف علاقة بشبكات الإرهاب الدولي من خلال "كارلوس" الذي اعترف بعلاقاته مع اللواء محمد الخولي، ومحمد ناصيف بعد أن تم تسفيره من سوريا إلى السودان وتسليم السودان لكارلوس إلى فرنسا. وكان أيضا مشرفا على بعض عمليات التصفية التي قادتها أجهزة الاستخبارات السورية في الخارج منها، عملية اغتيال صلاح البيطار، وزوجة عصام العطار، والقنصل السوري في بروكسل وآخرين.
اللواء ناصيف مهندس تهيئة باسل الأسد لرئاسة سوريا خلفا لوالده، إلا أن مقتل باسل في حادث سيارة مثيل للجدل حال دون تحقق ذلك.
وفي هذا السياق تقول المصادر إن ناصيف هو من أعاد أموال باسل الأسد من البنوك الأوروبية، حيث قاد مفاوضات سرية مع البنوك السويسرية من أجل الإفراج عن الأموال الخاصة والودائع التي كانت موجود في حسابات باسل الأسد والمقدرة آنذاك بـ 4 مليار دولار.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية