أعلن نظام الأسد، عن تشكيل مليشيا جديدة تحمل اسم "درع الجزيرة السورية"، أمس في محاولة لحفظ التوازن بين المليشيات الكردية والعربية التي تقاتل إلى جانبه في محافظة الحسكة والضغط على حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي بدأ يستولي على مؤسسات الدولة في القامشلي، وذلك بعد تململ المليشيات العربية والآشورية من تعاظم الانتهاكات التي يرتكبها مسلحو الحزب بحق أبناء جلدتهم بحجة عدة أبرزها "التعاون مع الإرهابيين".
وجاء في البيان التأسيسي لــ"لواء درع الجزيرة السورية" أن البرنامج العملي للواء درع الجزيرة يستند إلى أن "الجزيرة السورية جزء لا يتجزأ من وطننا وسورية، ومن غير المسموح لأي جهة استغلال الظروف الاستثنائية الذي يمر به الوطن من أجل تنفيذ أية أجندة انفصالية أو فدرالية، تحت أي عنوان كالديمقراطية وتآخي الشعوب لأننا شعب واحد وسنواجه بقوة وبكل الأسلحة المتاحة والكبيرة والمتعددة أي محاولات عبثية بمصير الجزيرة السورية".
وأضاف البيان: "نرفض بشدة الممارسات العنصرية بحق أي مكون، كما نرفض أن يسيطر أي مكون على المكونات الأخرى بقوة السلاح، وتحت عنوان الديمقراطية، ونحذر من إيذاء الأبرياء من أبناء القبائل العربية عبر التهم الجاهزة ومنها التعامل مع الإرهاب وبهدف التطهير العرقي وتهجير أهل الأرض التاريخيين".
وهدد التنظيم الجديد في البيان حزب الاتحاد الديمقراطي، بسبب ما يتعرض له العرب في الجزيرة، بقوله: "ننبه جميع المكونات إلى أن أبناء القبائل العربية الذين يتعرضون للأذى والاضطهاد، مازالوا يغلبون منطق حكمة الدولة على منطق الرد بالمثل ومنطق الحكمة لا يعني الضعف أو الغفلة عما يدور للجزيرة السورية، ولذا ندعو الأطراف التي أخطأت ألا تتمادى في الخطأ، وأن لا تغرق في الحسابات الخطأ"، مضيفاً أنه "ليس بقدور أي مكون مهما كانت قوة تحالفاته أن يصادر الجزيرة من حضن الوطن سورية، لأن أبناء القبائل العربية على أتم الجاهزية للرد حين لا تنفع الحكمة مع المتحامقين"، في إشارة إلى احتمال عمل النظام على ضرب العرب والأكراد ببعضهم في حال حاد حزب الاتحاد الديمقراطي عن الاتفاقات المبرمة بين الطرفين، أو الركون للتحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة"، والذي يجعل من الحزب القوة التي لا تقهر في الشمال السوري من خلال الغطاء الجوي.
ودعا البيان "شيوخ القبائل العربية في الجزيرة السورية للإسراع في تجهيز خطة ميدانية شاملة تحسباً لأي تطورات يمكن أن تمس الوجود العربي في أرضه التاريخية"، مطالباً هؤلاء الشيوخ "بالتنسيق المباشر مع النظام الذي يرفض أن تحل محله أية سلطة أو إدارة أخرى من شأنها ان تعطي مؤشرات عنصرية مكسوفة ومخيفة"، حسب تعبيره.
كما دعا البيان شيوخ القبائل العربية إلى اجتماع عاجل مع المثقفين والمفكرين والإعلاميين حول الانتهاكات بحق الشريحة العربية في الأرياف والبلدات الواقعة تحت سيطرة القوات الكردية، للتدقيق فيها وتوثيق الفعلي منها وإيصال تقارير مفصلة عن الواقع منها فعلاً إلى وزارة خارجية النظام ومخاطبة المجتمع الدولي وإحالة المرتكبين إلى محاكم الإرهاب".
وفي السياق ذاته، قال أحد وجهاء العشائر، لــ"زمان الوصل"، إن الحديث حول تشكيل هذه المليشيا، جاء بعد آخر زيارة رئس مكتب الأمن القومي في نظام الأسد اللواء علي مملوك، إلى المحافظة في محاولة لحل الخلافات بين حزب الاتحاد الديمقراطي ومليشيات كتائب البعث، الدفاع الوطني، ومكتب الحماية الآشوري "سوتورو" في مدينة القامشلي، حيث هاجم مسلحو الحزب مواقعها واستولوا على بعضها في المدينة.
وأضاف: "أصبحت القبائل العربة تدرك ما يحصل في مناطقها، والنظام كذلك أمسى يعلم رهانه الخاسر على الحزب جيدا، وبات يحرك موضوع العشائر هناك.
وأسس النظام في الحسكة مليشيات كثيرة أهمها، "الدفاع الوطني، كتائب البعث، المغاوير، سوتورو"، بينما أسس حزب الاتحاد الديمقراطي مليشيات، "وحدات حماية الشعب، وحدات حماية المرأة، الآساييش، والصنايد"، وغيرها من المليشيات، التي حاربت الجيش السوري الحر وفصائل المعارضة الأخرى، وحاليا تقاتل تنظيم "الدولة".
محمد الحسين -الحسكة -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية