أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

في ريف حمص المحاصر.. القصف والغلاء والخوف طقوس رمضانية وأمنيات بأن يمضي الشهر بأقل الخسائر

طفل يبيع مشروبات رمضانية -زمان الوصل

في ظل حصار مطبق، تفرضه قوات النظام ومرتزقته، وقصف مستمر بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، استقبل سكان ريف حمص الشمالي، شهر رمضان المبارك هذا العام، وسط غياب كامل للطقوس الشعبية والدينية التي ترافق هذا الشهر الكريم.

وعلمت "زمان الوصل"، أن معظم بلدات الريف المحاصر، استنفذت مخازينها الغذائية، وبات اعتماد معظم المحاصرين، في تأمين قوتهم اليومي الضروري، على ما تنتجه الأراضي الزراعية فقط.

يقول أبو كرمو، أحد المزارعين من مدينة تلبيسة: أحاول جاهدا أن أصنع جوّا لرمضان، ليقضي أطفالي الشهر المبارك، دون أن يشعروا بمرارة الحصار والقصف اليومي، ولأن موائد الأفطار، اشتهرت بالمشروبات والعصائر المغذّية لتعويض السوائل التي يفقدها الصائم خلال اليوم، يحضّر أبو كرمو شراب "العرق سوس" في منزله باعتباره أرخص أنواع المشروبات الرمضانية.

وحول الطريقة التي يتبعها للتغلب على ضعف الدخل اليومي قال: خزّنت كميات قليلة من البازلاء والفول اليابس والحمّص، كما زرعت في أرضي بعض الخضروات، كالخيار والفاصولياء والبطاطا، لنستخدمها في تحضير وجبتي الفطور والسحور.

وعلى طريقة "أبو كرمو" استعد أبو محمود، أحد مقاتلي حمص القديمة سابقا، ويقطن حاليا بتلبيسة، استعد لرمضان بزراعة أحواض منزله ببعض الخضار والبقوليات، كما أعدّ مربى المشمش ليتناوله عند السحور، ساعيا للحفاظ على قوته في محرسه على الجبهة الجنوبية لتلبيسة خلال النهار.


الليمون بـ500
ووفقا لجولة "زمان الوصل"، في أحد الأسواق الشعبية بمنطقة الحولة، التي يقصدها السكان للتسوّق، فقد شهدت أسعار اللحوم أرتفاعا كبيرا، إذ وصل سعر كيلو الفروج الحي إلى 500 ل.س، ولحم الغنم إلى 2500 ل.س، ولحم البقر إلى2000 ل.س.

أما أسعار بعض الخضار والفواكه، فقد حلّقت عاليا، حيث وصل سعر الكيلو من الليمون، أو الموز إلى 500 ليرة، والثوم إلى 1000 ل.س إن وجد.

أما أسعار المشروبات الخاصة برمضان، وهي السوس الجاف بـ500 ل.س، والتمر الهندي مفقود نهائيا.

وهناك شكوى من قبل معظم أصحاب المحلات من ضعف الطلب على معظم أنواع السلع، بسبب ارتفاع نسبة البطالة بين السكان إلى أكثر من 70% بسبب حصار النظام لمنطقة الحولة.

طعام العائلة بـ90 ألف ليرة شهريا
يقول أبو حسان (موظف) إنه يحتاج يوميا إلى 3000 ليرة لتأمين الحد الأدنى من القوت اليومي لأطفاله الصغار، لافتا إلى أن ثمن الخبز اليومي وحده، أرهق كاهل الأسر بمنطقة الحولة المحاصرة.

ويباع كيلو الخبز بـ175 ليرة بمعظم أيام السنة، وبحسبة بسيطة نجد أن الأسرة الكبيرة، التي يزيد عدد أفرادها عن 15شخصا، تحتاج شهريا إلى ما يقارب 40 ألف ليرة ثمنا للخبز وحده، وتحتاج إلى ضعف الرقم المذكور لتأمين الخضار والزيوت والسمون.

وأكد أبو حسان أن معظم الأسر في بلدته، دخلها هزيل جدا، وتعيش على السلل الغذائية البسيطة، التي توزعها جمعيات الإغاثة، لافتا إلى أن رواتب الموظفين، انخفضت قيمتها إلى الربع، عما كانت عليه قبل 4 سنوات من الآن. وردا على سؤال أخير لـ"زمان الوصل"، حول طقوس رمضان بالمناطق المحاصرة أكد أبو حسان أن "طقوس رمضان الدينية والشعبية بالمناطق المحاصرة غائبة تماما، وكل همّنا أن يمضي هذا الشهر الكريم، والتي تزداد فيه عمليات القصف من قبل قوات النطام، بأقل الخسائر البشرية والمادية".

ريف حمص - زمان الوصل
(106)    هل أعجبتك المقالة (112)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي