أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

طفل المعضمية.. مشهد تعذيب طائفي يعود إلى بدايات الثورة

لم يشهد بلد في العالم خلال التاريخ الحديث، وربما خلال التاريخ بأسره، حالات تعذيب كالتي شهدتها سوريا في السنوات الأخيرة، سواء من حيث عدد هذه الحالات، أو "نوعيتها" القائمة على وحشية فريدة، تتغذى على الحقد الطائفي بشكل أساسي، كما وثقت مئات المقاطع والصور والمستندات، بداية من صورة الطفل حمزة الخطيب، وانتهاء بملف "جريمة العصر" الذي وثق حوالي 11 ألف ضحية قتلوا في سجون بشار الأسد تعذيبا، مرورا بطفل المعضمية، الذي تسرب مقطع تعذيبه مؤخرا.

ففي لقطات تصفع كل ما تبقى من مواثيق حقوق الإنسان ومنظماته، وهيئات القضاء العالمي، ظهر طفل قد لايتجاوز 14 عاما، بين مجموعة من مرتزقة النظام وجنوده الطائفيين، وهم يشاركون في ضربه وتعذيبه وتوجيه أفحش الشتائم إليه، دون أن ينسوا التلفظ بعبارات مسيئة للذات الإلهية، كما هي عادتهم.

وفي وقت كان يحاول كل واحد من حاضري مشهد التعذيب أن يستعرض عضلاته في ضرب الفتى النحيل، انبرى أضخمهم جثة، لينهاهم عن ضربه، لأنه يريد التفرد بتعذيبه، بل يريد أن "يقوص" الفتى حتى ولو تم تسريحه من الخدمة، حسب قوله.

الجلاد ضخم الجثة، كان يأمر الآخرين بعدم ضرب الطفل، ليقوم في نفس الوقت بضربه وشتمه وتعذيبه، وفي كل مرة يسدد فيها صفعة أو لكمة للفتى، كان يتلقى التشجيع ممن حوله، فيما يتلقى الطفل مزيدا من الشتائم مع الضرب.

وطوال المقطع كان الجلاد ضخم الجثة، يخاطب الفتى النحيل مستنكرا "بدك تسقط بشار؟!!"، مطالبا إياه أن يعترف بمن كان يدفع له نقودا كي يخرج ضد بشار في المظاهرات، ما يعطي دليلا واضحا على أن المقطع يعود للشهور الأولى من الثورة، وأن كل التعذيب الذي تلقاه الطفل هو من أجل خروجه في مظاهرة.

وقبل نهاية المقطع جثم الجلاد الضخم على جسد الطفل وبدأ ضربه بشكل هستيري، وسط صيحات التشجيع والإعجاب بما يفعل، رافقتها مشاركة أحدهم في الضرب، حتى همدت جثة الطفل.

وتعد "معضمية الشام" من أول مدن سوريا التي ثارت على النظام، ومن بين أكثر المناطق التي دفعت ضريبة باهظة من حياة وحريات أبنائها، لاسيما وأنها محاطة بتجمعات طائفية ونقاط عسكرية حساسة، مثل: السومرية، مساكن الضباط، مطار المزة.




زمان الوصل
(188)    هل أعجبتك المقالة (324)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي