قرّر القضاء الألماني، الأحد، اعتقال مقدم برامج قناة "الجزيرة" القطرية أحمد منصور، الذي جرى توقيفه السبت في مطار برلين، على خلفية صدور حكم بحبسه 15 عاما في بلده مصر.
وقال فازلي ألتين، محامي منصور، في تصريح صحفي ببرلين، أن القاضي المناوب، لم يذكر اسمه، "قرر إيداع منصور السجن ريثما تجري دراسة ما الذي يمكن أن يحل به في حال إعادته إلى مصر".
ورأى المحامي أنه "بالرغم من أن الوضع يبدو ضد منصور، إلا أنه لصالحه"، معربا عن أمله في إطلاق سراح موكله، خلال الجلسة المرتقبة اليوم الإثنين، حيث سيمثل أمام القاضي مجددا للرد على التهم الموجهة اليه.
وفي تصريح سابق لألتين الأحد، اعتبر المحامي أن موكله "ملاحق بسبب تغطياته الإخبارية التي من شأنها إلحاق الضرر بصورة مصر على الصعيد الدولي".
من جهته أرسل النائب العام المصري هشام بركات، إلى السلطات الألمانية و"الانتربول"، طلباً لتسليم مقدم البرامج في قناة الجزيرة القطرية أحمد منصور الذي تم توقيفه أمس السبت في مطار برلين، حسب مصدر قضائي.
وأفاد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن الطلب الذي تم إرساله عن طريق مكتب التعاون الدولي بوزارة العدل المصرية، جاء "في ظل ورود إفادة إلى مكتب النائب العام من الشرطة الدولية(الإنتربول)، تفيد أنه تم القبض على (أحمد)منصور في مطار برلين بدولة ألمانيا، وفقا لمذكرة توقيف قانونية".
وأوضح المصدر أن "تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية من قبل النائب العام المصري لتنفيذ عملية الاسترداد للمحكوم عليه المذكور، وفقا للاتفاقيات الدولية ومبدأ المعاملة بالمثل".
وأشار إلى أنه "تم إرسال الطلب من النائب العام المصري مصحوبا بالترجمة الرسمية، إلى السفارة المصرية في برلين، وإلى إدارة الإنتربول الدولي لتسليم المحكوم عليه سالف الذكر بناءا على الطلب".
من هو أحمد منصور
أحمد منصور هو كاتب وإعلامي مصري دشن حياته المهنية عبر مراسلة الصحف والمجلات خلال المرحلة الثانوية، وبدأ يمارس العمل الصحفي متدربا حينما التحق بالجامعة.
اشتهر بتغطيته لعدد من الحروب بينها حربا أفغانستان 2001 والعراق 2003، إلى جانب تقديمه لبرنامجي "بلا حدود" و"شاهد على العصر" على قناة الجزيرة الفضائية.
وعرف منصور بمعارضته الشديدة للنظام المصري الحالي، الذي دأب على مهاجمته في برامجه، واصفا إياه بـ"النظام الانقلابي".
مولده ونشأته
ولد أحمد منصور 16 يوليو/تموز 1962 في مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة شمالي مصر، ونشأ وترعرع في قرية منية سمنود في مركز أجا بمحافظة الدقهلية بدلتا النيل.
التحق بالكتّاب(حلقات علم للصغار) قبل دخوله المدرسة الابتدائية، وحفظ ثلث القرآن وهو في العاشرة من عمره حيث كان لهذا تأثير في ولعه باللغة العربية التي درسها وآدابها في كلية الآداب بجامعة المنصورة في مصر وتخرج منها عام 1984.
بدأ نشاطه الطلابي مبكراً في المرحلة الإعدادية، حيث تولى خلال سنوات دراسته في الإعدادية والثانوية والجامعة رئاسة اتحاد الطلاب، والمسؤولية عن الإذاعة المدرسية وإدارة الندوات في المرحلة الجامعية، وعرف بعلاقاته المميزة مع أساتذته وزملائه.
التجربة الإعلامية
عمل مديراً لإدارة المطبوعات والنشر في إحدى دور النشر المصرية حتى نهاية عام 1986.
أشرف على إصدار أكثر من 150 كتاباً، ثم انتقل للعمل الصحفي حيث عمل مراسلا صحفيا لعدد من الصحف والمجلات العربية من باكستان لشؤون آسيا الوسطى وأفغانستان التي كانت تحت الاحتلال السوفياتي حتى عام 1990.
وقد أصدر خلال تلك الفترة أربعة كتب عن أفغانستان، ونشر أكثر من ألف تقرير ومقابلة صحفية وتحليل وخبر انفرادي عن الحرب الأفغانية في صحف ومجلات كانت تصدر في مصر والكويت والإمارات والسعودية.
أتاحت له بدايته كمراسل حربي تعلم فنون الصحافة وممارسة أشكال من العمل الصحفي من خلال تغطيته للحرب.
انتقل بعد ذلك للكويت حيث عمل مديرا لتحرير مجلة "المجتمع" الكويتية من عام 1990 وحتى بداية عام 1997، وقام خلال هذه الفترة بتغطية الحرب في البلقان بين عامي 1993 و1994 وأصدر كتابا عنها، كما قام بتطوير مجلة المجتمع خلال إدارته لها حيث أصبحت أهم المجلات السياسية الأسبوعية في منطقة الخليج وأكثرها توزيعا وانتشارا.
انتقل في بداية عام 1997 إلى قناة الجزيرة الفضائية للعمل كمنتج ومقدم برامج، وبعد دورة عمل مكثفة داخل غرفة الأخبار أصبح معدا ومقدما لبرنامج "الشريعة والحياة" حيث أعد خلال فترة تقديمه له -التي امتدت عاما ونصف العام- لبرنامجيه "بلا حدود" و"شاهد على العصر" اللذين ظهرا معا في بداية فبراير/شباط عام 1999.
الأناضول - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية