استمرت لليوم الثاني على التوالي أزمة مياه الشرب في العاصمة دمشق وبعض ضواحيها، وذلك نتيجة لقيام ثوار "وادي بردى" بتحويل مياه الفيجة إلى مجرى نهر بردى، بعد تعنت النظام ورفضه تنفيذ مطالب أهالي المنطقة.
كما علمت "زمان الوصل" من مصادر في "وادي بردى" عن تعثر المفاوضات المزمع عقدها بين الثوار ووفد تابع للنظام لبحث مطالبهم، وذلك بعد قيام عناصر تتبع للنظام باعتقال سيدة من وادي بردى على حاجز في مدينة "دمر" اليوم الأحد، حسب ما أكدته أيضا "الهيئة الإعلامية في وادي بردى"، وهو ما قد يعرقل سير المفاوضات الجارية بشأن إعادة ضخ مياه الشرب إلى أحياء العاصمة دمشق في المدى القريب.
وفي مسار تصعيدي من قبل النظام، كثف جيش الأسد من قصفه بلدات "سوق الوادي" و"كفر العواميد" و"برهليا"، وهو الأمر الذي يناقض مطالب الثوار كشرط لإعادة ضخ مياه الشرب، والتي تتضمن في رأس أولوياتها وقف القصف وأعمال القنص، وإطلاق سراح جميع المعتقلين من أبناء المنطقة ذكورا وإناثا.
وعلى الجانب الآخر تفاقمت معاناة قاطني العاصمة دمشق مع استمرار انقطاع مياه الشرب عنهم، الأمر الذي أجبر الناس إلى اللجوء إلى "صهاريج" المياه لملء خزاناتهم، مع ما تحتويه هذه العملية من معاناة على صعيد التكلفة الباهظة "للنقلة الواحدة" (نحو 3000 ليرة) إضافة إلى نوعية المياه البئرية الارتوازية لهذه الصهاريج وهي في معظم حالاتها غير صالحة للشرب.
ويقول "عامر" وهو من سكان دمشق تعقيبا على أزمة المياه التي تشهدها العاصمة "إن معاناة الحصول على المياه قائمة منذ فترة طويلة بسبب انقطاع التيار الكهربائي لمعظم ساعات اليوم، كنا ننتظر يومين أو ثلاثة أيام حتى نتمكن من ملء خزاننا، لكن اليوم تضاعفت المعاناة.. لا ماء ولا كهرباء وليس لدينا المال لشراء المياه من الصهاريج الجوالة.. ماتبقى لدينا هو ربع خزان المياه على سطح منزلي.. ولا أعلم ماذا سأفعل عند نفاده".
ويذكر أن كتائب الثوار أقدمت مساء الجمعة على وقف ضخ مياه نبع الفيجة إلى العاصمة دمشق، وذلك لحين تنفيذ النظام لحزمة من الشروط طرحها الثوار عليه، منها الإفراج الفوري عن كافة معتقلي المنطقة وفك الحصار عن بلدات وادي بردى ووقف قصفها، واللافت أنها ليست الحادثة الأولى من نوعها، فقد عمد ثوار المنطقة في أواخر العام الماضي إلى قطع المياه لعدة أيام مقابل ذات هذه الشروط، والتي تعهد النظام حينها بتنفيذها، لكنه لم يفِ بأي من تعهداته.
دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية