دفع ضيق الحال وظروف اللجوء أباً حلبياً للتنازل عن أولاده لعائلة تركية بعد وفاة والدتهم وعجزه عن إعالتهم، وبث ناشطون شريط فيديو لشخص كان يعمل خادماً في أحد مساجد حلب قصف نظامُ الأسد بيته، ما أدى لوفاة زوجته وتشرده مع طفلين له.
وقال "محمود النجار" الملقب بـ"أبو عبد الله" إنه فرّ إلى تركيا متخيلاً أن الوضع أفضل، ولكنه فوجىء بأن الوضع هناك أسوأ بكثير–كما قال– مضيفاً أن أحداً لم يقدم له أي مساعدة، ما اضطره لأن يضع أولاده وهما ابنتان وطفل عند عائلة تركية كي تساعدهم وخصوصاً أنه لا يملك القدرة على إعالتهم –حسب قوله.
وأضاف النجار:"أنا الآن كما ترى أنام في فندق والناس يأتون لي بالأكل وليس لدي عمل".
وتابع إن "حكومة الائتلاف لم تقدم لي أي شيئ"، وبعد أن قدم طلباً إلى "أحمد طعمة" في الحكومة المؤقتة صرفوا له 150 دولاراً فقط خلال عامين ونصف من مطالبتهم.
وحينما سأله المراسل عن وضع أولاده لدى العائلة التركية، وهل هم في حكم التكفيل أم التبني كرر الأب قوله: "ليس لدي مقدرة على إعالتهم، وليس عندي صنعة أعمل بها"، مضيفاً أن "هناك استغلالاً لوضع اللاجئين في تركيا حيث يعمل اللاجىء 12 ساعة لكي يُعطى 10 ليرات تركية لا تغني ولا تسمن من جوع.
والأولاد -حسب قوله- بحاجة لمصروف وأكل ولبس وصحة وتعليم"، وتابع الأب: "شرحت للائتلاف كيف استشهدت زوجتي وكيف أصبت بمرض نفسي من جراء ما مرّ معي، وكيف عولجت في مشفى "أضنة" التركي، وكيف كادت عائلتي أن تتشرد لولا أن بعث الله لي عائلة تركية تولت الاهتمام بأولادي منذ سنة ونصف، ولو لم تقم هذه العائلة الكريمة بإيوائهم -كما قال- لكانوا تشردوا وناموا في الشوارع.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية