طالب النائب في برلمان النظام "أنس الشامي" عبر تسجيل مصور ضمن جلسة برلمانية يبدو أنها في الثامن من الشهر الجاري، طالب بتدخل عسكري إيراني داخل الأراضي السورية وعدم الاكتفاء فقط بالدعم اللوجستي والمالي وذلك من خلال تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة مع إيران، كما اعتبر الحرب الذي يخوضها جيش النظام بأنها حرب بالوكالة.
كلمة "الشامي" التي جاءت بصيغة وصفها موالون "بالهجومية"و"الجريئة"، استهلها بهجوم على حكومة "الحلقي" واصفا إياها بالفساد، ومتسائلا عن أهلية هذه الحكومة في هكذا ظروف "هل هذه الحكومة حكومة حرب".
وتعتبر حلب مسقط رأس الشامي أكثر المدن السورية تعرضا لقصف نظام الأسد بالبراميل المتفجرة ريفا ومدينة خاصة خلال العام الحالي، حيث أزهقت أرواح آلاف المدنيين، واندثرت تحت الأنقاض عائلات بأكملها.
وأضاف الشامي في تسجيل يبدو أنه مسرب من جهاز محمول لأحد النواب الذين كانوا بجواره "لن أسأل الإعلام عن كذبه، ولا القضاء عن فساده، ولا المال عن فقدانه، هل ارتقت هذه الحكومة إلى حجم المعاناة، بالطبع لا.. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".
كلام "الشامي" الذي تخلله الكثير من الألفاظ القرآنية والاستشهاد بآياتها، وهو نجل للشيخ "محمد الشامي" أحد مشايخ الصوفية في مدينة حلب، وصف ما يجري بأنه مؤامرة تستهدف محور المقاومة والممانعة وبأن سوريا وحلفاءها بحاجة إلى "رص الصفوف لمواجهة الشيطان الأكبر وداعش والنصرة وتتار هذا الزمان".
ووصف "الشامي" في حديثه بأن سوريا تخوض حربا بالوكالة، وذلك استنادا إلى ما قاله عن موافقة أمريكا على بقاء النظام شريطة التخلي عن "إيران وحزب الله"، كما انتقد المتحدث موقف هؤلاء الحلفاء التي ضحت سوريا لأجل مشروع "المقاومة والممانعة" انتقد دورهم الذي لايزال في مرحلة "المتفرج"، مضيفا: "أين الصديق والحليف من اتفاقية الدفاع المشترك.. إن لم تطبق اليوم.. فمتى؟".
واعتبر "أنس الشامي" أن على "الجمهورية الإسلامية" رد الدين إلى سوريا بعد عقود ثلاثة من دعم نظام الأسد لنظام طهران قائلا: "طوال العقود الثلاثة سوريا كانت تقدم للجمهورية الإسلامية من دمها ومالها وعتادها.. فمتى يكون رد الدين؟؟ هل نكتفي بالدعم اللوجستي والخبراء والمال؟"، كما طالب زملاؤه في البرلمان الموافقة على كلامه ورفع طلب عبر "مقام الرئاسة" إلى نظرائهم في "مجلس الشورى الإيراني" لتفعيل اتفاقية "الدفاع المشترك".
وسبق أن تكررت على جبهات حلب مشاهد تثبت أسر الثوار مقاتلين من مرتزقة إيران.
وشبه النائب في البرلمان نظام الأسد وعلاقته بإيران بحكومة دولة "مالي" الإفريقية وعلاقتها بفرنسا، وكيف تدخلت فرنسا عسكريا لإنقاذ نظام "مالي" من السقوط دون الرجوع إلى مجلس الأمن، مطالبا إيران بنفس الشيء.
مقاربة "الشامي" لعلاقة نظام الأسد بإيران مع علاقة "مالي" بقرنسا، أثارت موجة من السخط والسخرية تارة أخرى في صفوف الموالين للنظام، على أن حكومة مالي ونظامها هي تابعة لفرنسا وتحت وصايتها، فهل علاقة الأسد مع إيران هي بنفس هذا السياق؟
وختم "الشامي" خطابه "الهجومي" بالتذكير بما تعانيه "حلب" موجها أصابع الاتهام إلى "المفسدين الضالين المضلين" في إشارة إلى سلطات النظام هناك، قائلا "إلى متى سنبقى في حلب نقتل مرتين مرة على أيدي أدعياء الحرية وشذاذ الأفاق ومرة على من هم في مواقع المسؤولية.. مفسدين ضالين ومضلين دون حسيب أو رقيب.. لن أسال عن الماء والكهرباء ولا القوت ولا الغذاء ولا الطبيب ولا الدواء.. فقط سأسال عن الأمان والأمان فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم، أولئك لهم الأمن وهم مهتدون".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية