أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

معتقل سابق في "تدمر": تلقيت 158 ضربة بالكبل الرباعي بسبب صورة لـ "أسماء الأسد"

المعتقل السابق في سجن تدمر أحمد معروف - زمان الوصل

لم يكن يخطر ببال المعتقل السابق في سجن تدمر "أحمد معروف" أن تمزيق صفحة من جريدة عليها صورة لزوجة رأس النظام "أسماء الأسد" سيكلفه 158 ضربة بالكبل الرباعي لا زال يتحسس ألمهما على قدميه رغم مرور عشر سنوات على الحادثة. 

وأمضى معروف تسعة أشهر في باستيل الصحراء السوري بسبب تغيبه لمدة 12 يوما عن ثكنته العسكرية حيث كان يؤدي الخدمة الإلزامية في العام 2005.

وروى معروف تفاصيل مؤلمة من تجربة اعتقاله تلك التي بدأت باقتياده من منزله إلى فرع الشرطة العسكرية بحلب، قبل تحويله إلى سجن البالونة في حمص وإلى فرع الشرطة العسكرية بدمشق ليستقر به المقام في سجن تدمر.

وكان في سجن تدمر –كما يروي معروف لـ"زمان الوصل"- مهاجع خاصة بالفارين من الخدمة العسكرية والمتخلفين عنها وثمة مهجع منها يؤدي إلى مهاجع أخرى مجهولة الوظيفة أما الباحة التي تسمى الخامسة فكانت "مخصصة للإعدامات بحق السياسيين وفيها معتقلون محكمون بأحكام مؤبدة".

ويقول محدثنا، الذي وصف مشاهد الإذلال التي كان يتعرض لها معتقلو سجن تدمر: "كنا ندخل إلى الباحة الخامسة في السجن لحلاقة شعر العانة، وتحت الإبط، وكان يتواجد في هذه الباحة الواسعة حوالي 6 آلاف سجين عراة تماماً "ربي كما خلقتني" تحت الشمس المحرقة لساعات طويلة، واضعين أيديهم خلف رؤوسهم ورافعين رؤوسهم إلى الأعلى".

ويمضي معروف واصفاً مشاهد الذل التي كان معتقلو تدمر يعيشونها، فبعد أن يذهبوا إلى الحمامات عراة وما إن يبدأ أحدهم بسكب القليل من الماء على رأسه حتى يؤمر بإغلاق الصنابير، وإلا فإن العقوبة شديدة وكان في الباحة الأولى -كما يروي معروف- مساعد يُدعى نعمان من حمص ورقيب يُدعى منهل. 

وكانت هذه الباحة –حسب ما يقول- تسمى اليوميات، ومن كان يُنادى على اسمه فيها فمعنى ذلك أنه سيساق إلى حفلة التعذيب وغالباً ما يذهب على قدميه ويعود محمّلاً ببطانيات. 

ويستذكر "أحمد معروف" التسميات الغريبة للكرابيج التي كان يُعذّب بها المعتقلون داخل البساط الطائر، وهي ثلاثة أنواع -كما يقول- أحدها باسم "لو بيدي ما أخليك تمشي" و"آكل لحوم البشر" و"سامحني خلاص" الذي كان مخصصاً للأقل عقوبة من المعتقلين.

غير أن الموقف الصعب الذي لا ينساه المعتقل السابق هو حفلة التعذيب الرهيبة التي تعرض لها بسبب تمزيق صحيفة عليها صورة أسماء الأسد دون انتباه منه.

ويروي معروف تفاصيل ما جرى آنذاك قائلاً: "ذات يوم وكان مناسبة عيد الأم وزعوا على المعتقلين عدداً من جريدة تشرين لكل مهجع، وكان السجانون– كما يقول- يحظرون علينا أن نطوي الجريدة أو نمزقها، ويقومون بسحبها عادة بعد حوالي ساعتين تقريباً".

ويتابع محدثنا: "طلبت من أحد رفاقي المعتقلين إعطائي الجريدة، ولكنه امتنع لانشغاله بقراءتها فشددتها برفق، ولكنها تمزقت ولسوء حظي كانت صورة لأسماء الأسد وهي تكرم الأمهات على الصفحة الأولى من الجريدة.

ويردف معروف أن سجّاني المهجع لاحظوا فاقتادوني إلى غرفة التعذيب، حيث تلقيت 158 كبلاً رباعياً على قدمّي، وتولى عنصران ربط قدمي بعصا بعد فتلها وأمسك شخصان من اليمين واليسار بيدّي، فيما جلس آخر على صدري كي لا أتحرك، وبدأ العنصر المكلّف بالتعذيب بضربي بالكرباج على قدميّ حتى تورمتا وبقيت بعد حفلة التعذيب هذه ثلاثة أيام لا أقوى على الحركة.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(234)    هل أعجبتك المقالة (223)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي