أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

صيدلاني ينفّذ حملة اللقاحات العاشرة في ريف حماه وعناصر فريق التلقيح جامعيون

من الحملة - ناشطون

بضعة حبات زيتون ورغيف خبز وكأس شاي ساخن، كان هذا فطور "عبدالحليم" قبل انطلاقه للمشاركة في حملة اللقاح ضد مرض شلل الأطفال.

توجه نحو خزانته وارتدى سترة اللقاح وفتح باب منزله على مصراعيه، ليخرج دراجته النارية وهو يردد "إن شاء الله ما تعذبنا بالتشغيل"، فالبنزين المستخدم هو بنزين مكرر.

دارت الدراجة النارية وانطلق بها "عبد الحليم" نحو المركز الصحي، حيث يجتمع كل صباح بباقي أعضاء فرق التلقيح للاطلاع على آخر المستجدات، وكيفية توزيعهم على القطاعات، وكيف يتعاملون مع حالات الرفض التي قد تواجههم، كما يأخذون التعليمات حول اللقاح وكيفية الحفاظ عليه سالما فعالا من قبل مدير المركز.

بعد انتهاء الاجتماع الصباحي في المركز توجه عبدالحليم برفقة مساعده أحمد إلى قطاعهما المقرر ليقوموا بتلقيح الأطفال الذين تقل أعمارهم عن "5سنوات". 

أحمد وهو مساعد عبدالحليم الذي يتولى مهمة توسيم أصابع الأطفال وتوثيق أعدادهم تمنى أن يسير اليوم بيسر وسلام كالأيام السابقة دون حالات رفض من قبل السكان. مسرعا رد عليه عبدالحليم وبلهفة قائلا:"هذا القطاع قريب من منزلي وأهل هذه "الحارة" يعرفونني جيدا ولا أعتقد أن أحدا سيرفض عملية اللقاح".

التفت عبد الحليم نحوي وقال لا تستغرب فأنا صيدلاني والصيدلية التي أعمل بها تقع في هذه الحارة، وأهل الحارة جميعهم يلجؤون إلي إذا واجههم أي عارض صحي، وأضاف قائلا "يوجد بعض النازحين من القرى المجاورة يعيشون في هذه القرية، إلا أنني أعرفهم أيضا من خلال عملي بالصيدلية".

وصلنا إلى المكان المستهدف وبدأ الفريق بعمله، من منزل إلى آخر ومن طفل بعمر شهرين إلى طفل بعمر ثلاث سنوات.

جرت الأمور بوتيرة ممتازة إلى أن وصلنا إلى آخر شارع في الحارة المستهدفة، عندها توجه أحمد بالسؤال لعبد الحليم هذا الشارع مكشوف "لحواجز الجيش"، كيف سنقوم بالتلقيح؟
فأجاب عبد الحليم علينا إيصال اللقاح للأطفال في هذا الشارع مهما كلف الأمر وعلينا أن نتوخى الحذر والسرعة.

وأضاف بعد أن تنهد: "نظام الأسد يريد أن يبيدنا بشكل كامل، فلو نظرت إلى بلدتنا قلما تجد بيتا سالما من قصف النظام، وغالبية سكان بلدتنا نازحون خوفا من براميل الأسد وصواريخه، بلدتنا بلدة هادئة زراعية وشعبها مضياف كريم، إلا أن نظام الأسد حولها إلى بلدة شبه مهجورة، ولطالما حرق محاصيلها الزراعية، والآن لا يريدنا أن نقي أطفالنا من الإصابة بالأمراض الخطرة". 

بدأت حرارة الشمس بالارتفاع وأخذ العرق يتصبب من عبدالحليم ومساعده ولازالا ضمن الشارع المكشوف على حواجز النظام في القرية القريبة يطرقون أبواب المنازل ويلقحون الأطفال، ووسط كل هذه المصاعب التي يواجهها عبد الحليم ومساعده إلا أن "البسمة" لم تفارق محياهما، فغالبية الأطفال يتخوفون من اللقاح، وما إن يروا "الأمبولة" حتى يبدؤوا بالبكاء بينما يقوم عبدالحليم بترغيبهم وتهدئتهم بأساليب مختلفة.

وفي تصريح خاص لـ "زمان الوصل" أفاد الدكتور "عبد القادر رزوق" مشرف حملة اللقاح في محافظة حماة أن حملة اللقاح هذه هي الحملة "العاشرة" التي تجري في الداخل السوري.

وكشف أنه في كل حملة يتجاوز عدد الأطفال المستفيدين في المناطق المحررة من محافظة حماة أكثرمن 40 ألف طفل.

وأضاف "رزوق" أن أعضاء فرق التلقيح جميعهم "جامعيون" وأغلبهم تابع للقطاع الصحي بهدف كسب ثقة الناس وتجاوز المصاعب التي قد يواجهونها خلال الحملة.

وختم "رزوق" إن مرض شلل الأطفال مرض فيروسي معدٍ يجب على كل شخص أن يشارك في القضاء على انتشاره في بلدنا، حتى نعيد سوريا كما كانت بلدا خاليا من المرض بشكل كامل، مؤكدا أن المرض انحسر وجوده في أواخر ثمانينيات القرن الماضي بفضل التطعيم بنسبة أكثر من 99%، ولكنه ما زال موجودا في بعض الدول مثل أفغانستان وباكستان والهند ونيجيريا.

وفي بيانات حديثة لمنظمة الصحة العالمية تم تسجيل عدة إصابات في سوريا.

سليمان الأحمد -ريف حماه -زمان الوصل
(93)    هل أعجبتك المقالة (94)

أحمد الشامي

2015-06-12

الله يبارك فيكم ويعطيكم ألف عافية.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي