روى الكاتب والصحفي "ميخائيل سعد" قصة واقعية تعود إلى العام 1967 حينما كان طالباً في ثانوية "عبد الحميد الزهراوي" في حمص، وأثناء معسكر للفتوة خرج طلاب المدرسة –كما قال- في مظاهرة نحو السرايا الحكومية للمطالبة بحمل السلاح دفاعاً عن الأمة، فقابلهم مساعد في الجيش أو الشرطة –كما يقول- طالباً منهم الذهاب إلى بيوتهم، وأن الدولة ستطلبهم اذا احتاجوا إليهم".
ويضيف سعد ساخراً :"منذ ذلك الزمن وهم يطلبوننا الى السجون والموت بتهمة وهن نفسية الأمة".
هذه الحادثة تستدعي إلى الذاكرة الدور النضالي الذي لعبته المدرسة في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، ولكنها تحولت في السنوات الأخيرة إلى مركز أمني بامتياز.
وأفاد ناشطون بأن مدير المدرسة مدرس الرياضيات المعروف "ابراهيم الرستناوي" استعان بقوات النظام لاعتقال بعض الطلاب في وقت سابق من العام الماضي لاتهامه لهم بإنشاء صفحة باسمه على موقع "فيسبوك"، لتقوم دورية أمنية بأخذ هؤلاء الطلاب إلى فرع الشرطة العسكرية، واشتكى أغلبية طلاب المدرسة من معاملة المدير لهم الذي يتوعدهم بإحضار الأمن والجيش لأبسط سبب -حسب الناشطين- وكان عدد من طلاب مدرسة الزهراوي قد أنشؤوا صفحة بعنوان "كارهو مدير الزهراوي/ابراهيم رستناوي"، شعارها "نريد التغير فقط، تغير_منغير" للسخرية من أوضاع المدرسة وأحوالها، بعد أن تحولت إلى مركز أمني، ومكان لاعتقال طلاب المدرسة الذين كانوا يشاركون في المظاهرات السلمية بداية الثورة.
وعلّق مشرف الصفحة أن "هذه الصفحة ليست ضد أحد، ولكنها ضد مدير المدرسة الذي يعامل طلابها كالحيوانات ووعد المشرف الكادر التدريسي بأن الصفحة لن تتعرض لأي أستاذ آخر واعداً بإغلاق الصفحة مؤقتاً ريثما يتوقف مدير المدرسة عن فصل طلابها وتحسين معاملته مع الكل".
وخرجت أول مظاهرة سلمية من مدرسة الزهراوي بتاريخ 16/ 10/ 2011 ردد الطلاب الذين بدو بلباسهم الأزرق خلالها عبارة "باب السباع حنا معاكي للموت"، في إشارة إلى حصار حي السباع من قبل قوات النظام آنذاك وكذلك "خالدية حنا معاكي للموت".
واخترقت المظاهرة شارعاً موازياً لشارع الملعب البلدي وصولاً إلى حي الغوطة قبل أن تُقابل بالعصي والرصاص.
وتأسست مدرسة "عبد الحميد الزهراوي" عام 1958 تيمناً باسم أحد أعلام النهضة الفكرية وأحد شهداء السادس من أيار عام 1916 وتُعد واحدة من أقدم المدارس الرسمية في سوريا، إن لم تكن أقدمها، وارتبطت بتاريخ مدينة حمص خلال أكثر من 9 عقود، إذ درج على مقاعدها علماء ومفكرون وقادة وسياسيون ومشاهير من أبناء هذه المدينة تلقوا فيها كنوز العلم والمعرفة والفكر والثقافة.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية