شاهد عيان: التنظيم وجه إنذارا لقوات النظام قبل أيام من اجتياحه المدينة.
400 مقاتل، معظمهم أجانب، سيطروا على تدمر.
بعد شهر من معركة السخنة النظام يكشف عن قتلاه هناك.
إنذار التنظيم ساعد النظام بإفراغ مستودعات الأسلحة والمتحف، ونقل آلاف المعتقلين
حصلت "زمان الوصل"، على معلومات تنشر لأول مرة بوسائل الإعلام، عن كيفية سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، على المدينة الأعجوبة (تدمر) في 20/ أيار/مايو، بأقل الخسائر، ودون أن يستخدم التنظيم، السيارات المفخخة في عملية الاقتحام، كما اعتاد في معظم معاركه.
وفكّت معلومات "زمان الوصل"، ألغازا كثيرة عن كيفية تمكّن النظام من نقل آلاف المعتقلين من سجن تدمر، وتفريغ ثاني أكبر مستودعات الأسلحة في سوريا، والموجود شمالي تدمر، إضافة لنقل آلاف القطع الأثرية من متحف تدمر، معظمها منحوتات نصفية من الحجر القاسي جدا.
*النظام ينقل مضمون إنذار التنظيم
تمكّن مراسل "زمان الوصل"، بالعاصمة دمشق من مقابلة أحد الموظفين الحكوميين، والذي كان قائما على رأس عمله، پإحدى الدوائر الهامة بتدمر، وبقي هناك عدة أيام بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، على مدينة "الحلم" تدمر، كما يسميها البعض.
يقول (أ-السليمان) إن تنظيم "الدولة"، وجه إنذارا لقوات النظام بتدمر، قبل أيام من اجتياحه المدينة، مضمونه بأن التنظيم "سيهاجمكم".
وعلى إثر ذلك اجتمع رئيس فرع البادية (الأمن العسكري)، بوجهاء تدمر ومشايخها، وأبلغهم مضمون إنذار التنظيم، طالبا منهم الدفاع عن مدينتهم، وبأن قوات النظام، لوحدها غير قادرة على حماية تدمر.
وأضاف السليمان في حديث خاص لـ"زمان الوصل": بعد ذلك تم الهجوم على مستودعات الأسلحة وحي العامرية، الواقعين شمالي تدمر.
وأشار إلى أن السيطرة عليهما، لم تستغرق سوى عدة ساعات فقط، لافتا إلى أن مستودعات الأسلحة المذكورة، التي تم بناؤها عام 1966، في سفح جبال تدمر، تعد ثاني أكبر مستودعات للأسلحة في سوريا.
وأكد السليمان، بأن الاشتباكات التي كانت تحدث ضمن مدينة تدمر، بعد سيطرة تنظيم "الدولة" على المستودعات والعامرية، كانت محدودة جدا، تحدث بالليل فقط، وفي الصباح كان تنسحب عناصر التنظيم، لخارج المدينة.
*التجمع بفرع البادية
في اليوم السادس للمعركة، انسحبت قوات النظام فجأة من مدينة تدمر، وعن حقيقة ما حصل يقول السليمان: في صباح يوم الخميس 20 من أيار/مايو الماضي، انسحبت قوات النظام من جميع مواقعها بمحيط مدينة تدمر، وتجمّعت في فرع الأمن العسكري (البادية) الكائن بالجهة الغربية من المدينة، والقريب جدا من المنطقة الأثرية، وهناك وجّه التنظيم، إنذارا أخيرا لهم، بأنّهم إذا لم ينسحبوا، فسيتوجهون لهم بالسيارات المفخخة، وقد فتحوا لهم طريقا باتجاه بساتين واحة تدمر الشهيرة، والتي يفضي إلى الصحراء، وإلى طريق تدمر-دمشق.
واعتبر الموظف الحكومي، فتح التنظيم طريقا لقوات النظام لكي تهرب منه، نوعا من أنواع الخطط العسكرية الذكية، وقد اتبعه قبل ذلك "جيش الفتح" أثناء تحرير مدينة إدلب.
*أهل تدمر تعرف شعابها
وقال الموظف الحكومي إن عدد قوات التنظيم المهاجمة لا يتجاوز 400 مقاتل، بينهم 50 من أبناء تدمر المنتسبين سابقا إلى التنظيم، ومعظم البقية من المهاجرين الأوربيين، إلا أنهم يجيدون اللغة العربية.
ولفت إلى أن أبناء تدمر المشاركين بالهجوم، انغمسوا بأحياء تدمر منذ الساعات الأولى للمعركة، وكان معهم أسماء المطلوبين للتنظيم، وهم موالون للنظام، من النساء والرجال، حيث تم القبض عليهم، وأعلنوا بمكبرات الصوت، أن كل من يؤوي، أو يتكتّم على عنصر من النظام، سيقتل هو وإياه، مشيرا إلى أنه تم تنفيذ حكم الإعدام ذبحا،خلال الأيام الأولى من دخول التنظيم، بعدة رجال ونساء، منهم رئيسة قسم التمريض بمشفى تدمر، حيث كانت تخبّئ عندها 12 عنصرا من جيش النظام ومرتزقته، كما تم إعدام رئيس الكتائب البعثية بتدمر، بعد أن حقّقوا معه.
وقال لهم بأنه لم يؤذِ أحدا، فساقوه إلى الحي، الذي كان يقطن به، وسألوا أهل الحي، فكانت شهادتهم به، أنه مجرم محترف، أودى بكثير من أبنائهم في غياهب السجون وقتلهم.
*مضاعفة رواتب الموظفين
وردا على سؤال لـ"زمان الوصل"، عن كيفية تمكّنه من مغادرة تدمر، وهل علم التنظيم بأنه موظف في حكومة النظام، قال السليمان: أعلن التنظيم بمكبرات الصوت، أن على كافة موظفي المياه والكهرباء والخدمات والصحة، البقاء في أعمالهم، ولهم ضعف رواتبهم التي كانوا يتقاضونها عند النظام.
وأضاف يقول:"لقد عرضوا عليّ البقاء في وظيفتي براتب 400 دولار، إلا أنني رفضت بطريقة دبلوماسية، مدّعيا بأن زوجتي وأولادي ينتظرونني بدمشق...".
وعن الخدمات التي قدّمها تنظيم "الدولة الإسلامية"، في الأيام الأولى من سيطرتهم على تدمر.
وقال:"قاموا بتوزيع الخبز مجانا، وجلبوا الخضار والفواكه في اليوم التالي من الرقة، وبدأ الفرن الآلي بالعمل، وباع ربطة الخبز بـ40 ليرة سورية فقط، ثم جلبوا بعد عدة أيام سيارة مليئة "بأنقبة" للنساء، وبدؤوا بتوزيعها مجانا.
وأضاف:"حضرت خطبة الجمعة الأولى، وكان الخطيب أوروبيا مقاتلا من التنظيم ويجيد اللغة العربية الفصحى، وكان محور خطبته، بعث الأمن والطمأنينة في نفوس الناس.
وعندما خرج من المسجد، اصطف المصلون ليسلموا عليه..فقال أحدهم: لقد أخطأت في الإدغام ..فقال لهم: "أنا لست بعربي".
*قتلى النظام بين الآثار
وردا على سؤال أخير لـ"زمان الوصل"، عن عدد قتلى النظام بتدمر، وهل الإعدامات التي نفذها التنظيم عشوائية.
قال (أ-السليمان ) إن قتلى النظام كانت بالعشرات، وخاصة بالمنطقة الأثرية، وقد تفسخت جثثهم بسرعة، والرائحة وصلت للمدينة، أما من ذبحهم التنظيم، خلال وجودي بتدمر، فكانو من الموالين، أو من جيش الدفاع الوطني، أو من النساء اللواتي يتعاطين الأمور الجنسية الإباحية.
وأكد أن التنظيم، كان يذكر جريمة كل واحد من هؤلاء قبل أن ينفذ بحقه الإعدام.
*قتلى النظام بالسخنة
في السياق ذاته، عبّر عدد من الموالين عن سخطهم من النظام، بسبب تأخره بالكشف عن مصير ضباطه وجنوده الذين فقدوا بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، على مدينة السخنة (100كم شمال شرق تدمر) في14من الشهر الماضي أيار/مايو.
وجاء في صفحات الموالين، التي تابعت "زمان الوصل"، جزءا منها، إن النظام بعد 20 يوما من معركة السخنة، بدأ يرسل برقيات الوفاة لأهالي ضباطه وصف الضباط، الذين فقدوا بالسخنة والطيبة وحقل الهيل النفطي، وعددهم بالعشرات.
واتهم بعض الأهالي النظام بعدم نجدة أبنائهم الذين حوصورا بالبادية، بالرغم من استغاثاتهم المتكررة، مدّعين بأنهم ظلّوا يقاتلون "الدواعش"، حتى نفذت ذخيرتهم.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية