منذ أكثر من سنتين ونصف تعيش الطفلة السورية "فاطمة قطيش" التي تقيم مع عائلتها في مدينة الرمثا الأردنية تعاني من آثار حرق شديد من جراء انسكاب زيت مغلي على رأسها، ما أدى إلى تشوهات شديدة، وتموّت لبصلات الشعر الذي كان يغطي مقدم الرأس وإلى آلام مبرحة لا زالت تعاني منها الطفلة التي لم تتجاوز التاسعة من عمرها.
تعيش عائلة فاطمة في مدينة الرمثا في ظروف معيشية صعبة مع عدم قدرة والدها "أبوعزام" على العمل بسبب قوانين اللجوء التي تحد من عمل اللاجئين السوريين في الأردن، علاوة عن إصابته بمرض الضغط، وكمحاولة لتأمين قوت أسرته اضطر للعمل في صنع العوامات (حلوى سورية).
وكانت زوجته –كما يقول لـ"زمان الوصل" تساعده في قلي هذه الحلوى ذات صباح من شهر أيلول 2012 في خيمتهم بمخيم الزعتري عندما دخلت طفلته فاطمة من الخارج مسرعة دون انتباه فتعثرت بوعاء الزيت المغلي وانقلب على رأسها ويديها.
ويضيف والدها: "قمت بإسعافها إلى المشفى المغربي في المخيم بداية، فعالجوها بالكريمات والمراهم والأدوية دون فائدة تُذكر مما اضطرني للعودة بها إلى الخيمة، وبعد أيام تكفل مواطن أردني كريم بإخراجي من مخيم الزعتري بشكل نظامي نظراً لحالة طفلتي التي كانت تسوء يوماً بعد يوم.
بعد خروجه من الزعتري قطن "أبو عزام" مع عائلته في مدينة الرمثا وهناك عرضها –كما يقول- على عيادة "التكافل" الذين قدموا لها الاهتمام والرعاية وعالجوها حتى التأم الجرح في رأسها إلى حد ما بعد حوالي سبعة أشهر وبعد مرحلة الضماد -كما يشير محدثنا- "بدأت مرحلة معالجة تموّت بصلات الشعر بسبب الزيت المغلي إلى جانب المعالجة الليزرية لكتفها الذي تأثر من جراء الحرق".
بعد هذه المرحلة المكلفة مادياً ونفسياً بدأت رحلة جديدة من المعاناة والبحث عن علاج في عمان.
يقول والد الطفلة: "ذكر لي أهل الخير أن هناك منظمة فرنسية تُدعى "أطباء بلا حدود" مقرها في مشفى الهلال الأحمر الأردني وهناك رفض الأطباء علاجها –كما يؤكد- متذرعين بأن فرصة نجاح العملية ضئيلة، فذهب -كما يقول- إلى مشفى دار السلام بعمان وهناك قالوا له سنعرضها على وفد طبي أجنبي سيزور الأردن فانتظر الرد.
ويردف والد الطفلة: "ذهبت بعد ذلك إلى طبيب خاص، فطلب مني 14000 دينار، وبينما كنت عنده اتصلوا بي من مشفى دار السلام لإجراء عملية لها.
ويستدرك بنبرة مؤثرة"ليتني لم أجر لها هذه العملية التي أضرت بها أكثر من أن تساعد في علاجها".
ويشرح والد الطفلة قائلاً: "في مشفى دار السلام وضعوا للطفلة بالونات تحت جلد رأسها، وصرت أتردد معها على المشفى لنفخ هذه البالونات بشكل أسبوعي لمدة شهر بعد إجراء العمل الجراحي، ولكنها -كما يؤكد- أصبحت تتألم كثيراً.
ويتابع:" بعد أن راجعتهم للاستفسار عن سبب الألم فوجئت بهم يقولون لي إن هناك التهاباً جرثومياً، إما بسبب تجرثم غرفة العمليات أو لكون البالون غير معقم".
ويستطرد قطيش: "أجريت للطفلة بعد ذلك عملية لوضع بالونين تحت الجلد، ثم خضعت لمرحلة نفخ للبالونين لمدة أربعة أشهر.
وتخضع فاطمة الآن لجلستي نفخ ومعاينة من قبل طبيبها المختص ومن المقرر أن تستمر على هذه الحال إلى أن تنتهي مرحلة نفخ البالونات.
ويناشد قطيش المنظمات الإنسانية الاهتمام بابنته وتقديم الرعاية الصحية لها ومساعدة العائلة على إكمال العلاج، مؤكداً أن "مفوضية اللاجئين أوقفت له بصمة العين (مساعدة مالية تُمنح للاجئين السوريين) بعد أن أعطوه إياها لمرة واحدة، ولم يبقوا له إلا بطاقة المواد الغذائية الشهرية التي تم تخفيضها من 24 دينارا للشخص إلى 10 دنانير أي بمعدل 50 دينارا لأفراد عائلته الخمسة.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية