"طلائع النصر" يجيب عن السؤال.. "شقد دفعتو حق إدلب؟!"

الثورة مستمرة بدماء الشباب وبدماء الجيل الذي خرج في المظاهرات الأولى.. تلك إحدى رسائل الفيلم التوثيقي "طلائع النصر"، الذي يحكي قصة معركة مدينة إدلب، بوصفها مفتاحا لانهيار النظام في عموم المحافظة.

ففي "طلائع النصر" مشاهد قصف وقتال واقتحام، لكن خلف هذه المشاهد قصص ومواقف لمن شاركوا في معركة إدلب وخططوا لها، قادة وعناصر، وأحدهم شاب لم يبلغ العشرين من عمره، تولى قيادة مجموعة اقتحاميين كانت طليعة السيطرة على مدينة إدلب.

"اسماعيل علي باشا" الملقب "أبو ضياء"، نقل تفوقه الدراسي إلى ميدان القتال، فاستحق أن يعين "مدرب الاقتحاميين" في معسكر "أسود الحرب"، وأسندت إليه مهمة قيادة الدفعة الأولى من جنود "أحرار الشام" الذين اقتحموا على جنود النظام في إدلب ومحيطها.

"ابو ضياء" ابن مدينة "بنش" يظهر في "طلائع النصر" ليجسد شخصية كل مقاتل شاب، وليقول إن ثورة الشعب السوري على الظلم مستمرة ما استمرت في ضخ دماء جديدة داخل شرايينها، وما استمر دفع الثمن، الذي يحلو للبعض أن يصوره كصفقة مقايضة بين النظام والثوار، متسائلا في وجه هذا الشاب "شقد (كم) دفعتو حق إدلب؟"، فيجيبه "أبو ضياء" بهدوء: دفعنا 80 شهيدا. 

"يوسف جنيد" المكنى "أبو الفاروق"، هو الشخصية الأخرى التي يسلط عليها "طلائع النصر" أضواءه، باعتباره من أول من شاركوا في المظاهرات أيام كان يطغى أزيز رصاص قوات النظام على أصوات المتظاهرين.

"أبو الفاروق" ابن مدينة إدلب، عاش لحظات قاسية وهو يضطر مع رفاقه من المقاتلين للانسحاب من المدينة قبل ثلاث سنوات، عندما اقتحمها النظام بجحافله؛ ليعيث فيها قتلا وتدميرا.

وعلى أعتاب العودة إلى مدينته وبيته، يستذكر "أبو الفاروق" سبب الانسحاب ولحظة اتخاذه القرار المر، بعدما كان عزم على البقاء فيها حتى آخر نَفَس، فقد شاهد بأم عينيه مشهد سقوط قذيفة على مجموعة من الأطفال، لم تترك منهم أحد حيا، فالتفت حوله ليرى رجلا وقد انهار تماما، فوعظه وأمره بالتماسك، فقال بعض الحاضرين لـ"أبو الفاروق" إن هذا الرجل هو والد هؤلاء الأطفال الشهداء!، وهنا نزع "أبو الفاروق" مخزن بندقيته، وأقسم أن لايطلق طلقة واحدة داخل المدينة، خوفا على أرواح الأبرياء، وانسحب مع رفاقه.