اعترض شباب من "مشايخ الكرامة" في محافظة السويداء أمس الأحد رتلا عسكريا مؤللا تابعا لجيش النظام، قوامه عدد من الآليات الثقيلة المحمول بينها دبابات ومدافع ميدان كان في طريقها للخروج من ريف المحافظة الشمالي الغربي عبر طريق دمشق.
وحسب مصادر سكانية، تأتي هذه الخطوة تنفيذا لوعد أطلقه الشيخ أبو وحيد فهد البلعوس خلال زيارته لقرية "لاهثة" الواقعة على طريق دمشق -السويداء، التي وصفها مراقبون لمجريات الأحداث في المحافظة ومحيطها بالنقلة الحادة والتحول الهام في سياق التطور العام الحاصل في المنطقة الجنوبية ككل وما يتهددها من دخول تنظيم "الدولة" على حساباتها.
وأكد الشيخ البلعوس في اللقاء سابق الذكر على رفض خروج السلاح الثقيل من محافظة السويداء، ورفض سوق شباب المحافظة إلى الخدمة الإجبارية في صفوف جيش النظام عنوة، كما رفض وحذر من تفريغ المحافظة من قمحها وحبوبها.
واعتبر مراقبون للوضع في السويداء أن اعتراض الرتل العسكري يؤكد للكثير، خصوصا ممن اعتبروا موضوع تفريغ السويداء من سلاحها مبالغات إعلامية أو ممن رأوا في تصريحات "مشايخ الكرامة" صرخات خلبية، -يؤكد- أن النظام يفرغ محافظة السويداء من السلاح الثقيل حقيقة فعلية، وإن تصريحات "مشايخ الكرامة" وعود قيد التنفيذ العملي.
ويرى ناشطون في المحافظة والكثير من المراقبين خارجها أن موضوعين أساسيين قد حسما داخل السويداء اليوم ولا رجعة فيهما على ما تظهره الأحداث، الأول أن شباب السويداء لن تخدم في صفوف جيش النظام خصوصا بعد تكرار حدث تطويق بعض المراكز الأمنية والعسكرية وتخليص أكثر من شاب اقتيد معتقلا بحجة تخلفه عن الخدمة الإلزامية.
والأمر الثاني أن السلاح الثقيل الموجود داخل محافظة السويداء لن يخرج منها.
يذكر في هذا السياق أن عدد شباب السويداء رافضي الالتحاق والمتخلفين عن الخدمة في صفوف جيش النظام بلغ 27 ألف شاب.
وأكدت عدة مصادر داخل المحافظة أن جميع طرقات المحافظة الرئيسية والنقاط الفرعية الهامة تحت المراقبة المستمرة على مدار الساعة، مشيرة إلى أن فئة كبيرة من شباب محافظة السويداء في جاهزية كاملة للتدخل السريع عند اللزوم.
ويأتي هذا التوتر والتصعيد في المحافظة على خلفية المخاطر التي تعيشها، سيما بعد وصول تنظيم "الدولة" إلى مشارفها الشمالية الشرقية، وبعد معارك الحر والكتائب الإسلامية مع التنظيم في منطقة اللجاه والتي تعتبر منطقة جغرافية مشتركة بين محافظتي درعا والسويداء، حيث جاءت هذه الأحداث في سياق تكامل مع محاولات النظام لتفريغ المحافظة من السلاح وسرقة قمحها وحبوبها وتفريغ مصرفها المركزي من النقود.
ولا يخفى على المراقبين لتطور الأمور على هذا النحو، أن معركتين أساسيتين خاضها أبناء المحافظة مع البدو عملاء النظام من جهة الغرب، (معركة داما) و(دير داما)، ومع البدو المبايعين لتنظيم "الدولة" شرقها معركة قرية (الحقف)، وضعتا محافظة السويداء أمام حقيقة حسمت التردد ليصبح لسان حال أبناء السويداء اليوم: "ما بيحمي الأرض غير ولادها".
سارة عبد الحي -السويداء -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية