الطيار عرفات العمر.. ودّع "سوخوي 24" في "تي فور" وقضى في ريف إدلب

ودعت سرايا الشام أول أمس (الجمعة) قائدها العسكري العام المقدم الطيار "عرفات العمر" الذي حلم بالشهادة وسعى إليها حتى نالها في معركة "حرش بسنقول" بريف إدلب.
وكان عرفات قائداً لطائرة "سوخوي 24" قبل انشقاقه عن جيش النظام 2013، وهو يحمل شهادتين جامعيتين إحداهما في الحقوق والثانية باللغة العربية. و"كان مهتماً بالدراسات القرآنية والإسلامية ويحفظ كماً كبيراً من القرآن الكريم" -كما يقول صديقه العقيد الطيار مصطفى بكور- الذي خدم معه في مطار "تي فور" قبل أن ينشقا.
وروى بكور لـ"زمان الوصل" إن المقدم عرفات العمر زاره في منزله قبل استشهاده بشهور وتحدثا عن الطيارين المجرمين الذين يعرفانهما بأسمائهم، ويضيف بكور بأن العمر قال له كلمة لا تزال ترن في أذنه:"يا سيدي ما كنا نعد أنفسنا لقتل أهلنا، ولكن لا بأس أرادونا مجرمين، وأردناها شهادة في سبيل الله".
ويردف بكور أن "الشهيد عرفات وهو من قرية "ابديتا" التي ينحدر منها العقيد رياض الأسعد مؤسس الجيش الحر دخل السجن لأكثر من عام ونصف بسبب التزامه الديني وتعاطفه مع الثورة".
وتعرف محدثنا على المقدم المنشق "عرفات العمر" عندما تم فرزه إلى مطار "تي فور" كطيار ثان على الطائرة "سوخوي 24" وكان -كما يقول بكور- "خجولاً متديّناً لذلك عانى كثيراً من سلوك زملائه من العلويين وفروع المخابرات.
ويتابع محدثنا إن العمر اهتم بالتحصيل العلمي فدرس البكالوريا ثانية ونجح، ودرس بعدها الحقوق وتخرج منها ثم عاد ليدرس اللغة العربية في الجامعة، وكان– بحسب صديقه "ينظم الشعر أحياناً ويتمتع بذائقة أدبية".
ويروي بكور إن "عرفات العمر" "كان محط أنظار الجميع بعد الثورة بسبب القرابة التي تربطه بالعقيد رياض الأسعد، مشيراً إلى أنه "اعتقل وسيق إلى المخابرات الجوية ووضع في السجن لمدة عام ونصف تقريباً".
بعد خروجه من السجن أعيد إلى الخدمة-كما يقول محدثنا- ولكن تم منعه من الطيران، وُوضع تحت المراقبة اللصيقة، ويتابع العقيد بكور أن العمر"استطاع بذكاء الإفلات من المراقبة وانشق عن النظام منتصف العام 2013.
ويردف العقيد بكور أن صديقه العمر"التحق بالعمل المسلح ضد نظام الأسد وكان قائداً عسكرياً يُشار إليه بالبنان، لافتاً إلى أنه "شارك في العديد من المعارك في مختلف أنحاء سوريا، إضافة إلى كونه شخصية متواضعة ومحبوبة من قبل زملائه، ولم يكن يحب الحديث عن أعماله لأنه يعتبر ذلك ضرباً من الرياء، ويؤمن بالقيادة الجماعية وعدم التفرد بالرأي".
وساهم المقدم الطيار عرفات العمر في معارك "تحرير مورك" و"خان شيخون" و"خطاب" والمعارك الأخيرة في إدلب، وقضى أثناء تحرير بلدة بسنقول بريف إدلب.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية