أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شهادات تروي "ممارسات عنصرية" لفصيل كردي بحق العرب في ريف الحسكة

خزيم وأولادها الذين فقدوا أبصارهم أثناء فرارهم من هجوم (pyd) على قريتهم في ريف الحسكة

"هربت أنا وأطفالي مع أهالي القرية إلى جبل عبد العزيز، أصبنا بالخوف والفزع"، بهذه الكلمات تحدثت عن حالتها هي وأطفالها السيدة "فاطمة خزيم"، خلال هجوم مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، تحت غطاء جوي من طائرات التحالف العربي الدولي على قرية "البديع" التي تسكن فيها أسفل سفح جبل عبد العزيز بريف الحسكة الغربي.

وقالت فاطمة: "كان أطفالي حاجم، لميس، ومريم، يمسكون أيادي بعضهم البعض ويهربون مع الأهالي ونتيجة حالة الفزع التي أصيبوا بها، سقطوا معاً من تلة في الجبل على رؤوسهم، وعندما وصلنا إليهم وجدناهم فاقدي البصر"، حسب تقرير نشرته وكالة "هاوار" التابعة للحزب يفيد أن الهرب كان خوفا من تنظيم "الدولة".

ويقول السكان العرب إنهم فروا من منطقة جبل عبد العزيز وتل تمر والمبروكات بالريف الغربي للمحافظة، بعد هجوم شامل لمسلحي حزب الاتحاد الكردي على قراهم، وقصف مرعب لطائرات التحالف للمنطقة التي كانت تخضع لمدة عام كامل لتنظيم "الدولة"، ليدمّر الحزب هذه القرى، عبر نهب محتوياتها، وإحراق بيوتها وتجريف القرى التي كانت تحوي حواجز للتنظيم أو قتل فيها بعض عناصر الحزب أثناء اقتحامها.

وأشارت المرأة إلى أن "أولادها عندما هربوا وتسلقوا الجبل، كانوا حفاة الأقدام"، مضيفة:"بقينا ثلاثة أيام في الجبل، لم يعد لدينا ماء وغذاء".

وسيطر مسلحو الحزب على الطريق الوحيدة التي تقطع الجبل إلى الجنوب، وبات من بقي في الجهة الشمالية للجبل محاصرا، بخطوط الجبهات من جميع الجهات تقريبا عدا المنحدرات الجبلية.

ومن جهته، الناشط ياسين المعيشي، ذكر لـ"زمان الوصل"، أن السكان عندما فرّوا من قراهم، كان ذلك خوفا من أعمال انتقامية يرتكبها عناصر الحزب ضد أهالي القرى، وذلك بعد الذي عاينوه في منطقة تل تمر، ورأس العين من استهداف القرى بالتخريب والاعتقالات والحرق، ثم الاستيلاء على أملاك من تثبت على إحدى التهم، وأهمها التعامل مع "الإرهابيين والمرتزقة".

وقال المعيشي: إن جميع القرى التي تقع جنوب الطريق الواصلة بين مفرق صديق وقرية البديع قرب طريق أبو خشب، هي قرى خالية من السكان، بأمر من قيادات حزب الاتحاد الديمقراطي، وذلك بعد انسحاب التنظيم منها.

وأشار الناشط إلى أن "قريتي أبو شاخات والعلقانة سقط فيها ضحايا وجرحى من المدنيين، ولم يعرض الحزب على وسائل إعلامه الناجين منهم ليتحدثوا عمّا حصل، رغم أنه نقل العشرات منهم إلى مدينة رأس العين، إثر اقتحامه القرى، بعد القصف الجوي والتمهيد بالأسلحة الثقيلة. 

ولفت الناشط إلى "حدوث انتهاكات بحق من بقي بالقرى التي سيطر عليها الحزب، خاصة تلك التي حوصرت عبر التفاف مفاجئ، فلم تُخلَ بشكل كامل من السكان، فكانت قريتا تل خليف في جبل عبد العزيز، وأبو جلود في ناحية المبروكة في مقدمة القرى التي دفعت الثمن غاليا، حيث كان لها نصيب الأسد من هذه الممارسات العنصرية، وإهانة رجالها على يد مقاتلات من النساء".

بولات جان، القائد العسكري في الطوابير التابعة للحزب، قال جملة فيها تشفٍّ بالعرب: "أبطالنا وصلوا إلى جبل عبد العزيز، وعلمنا يرفرف على الجبل، مبروك على جدنا درويشي عبدي"، في إشارة بأخذ ثأر القائد العسكري لدى الباشا الملي "درويش عبدي"، الذي قتل على يد العشائر العربية قبل قرن من الزمن، حسب رواية كردية.

وأضاف القيادي الكردي في منشور باللغتين العربية والكردية على موقع "فيسبوك": "قلتها وأعيد القول، نحنُ نسير على خطى درويشى عبدي وننتقم له"، ما يعد اعترافا صريحا بتنفيذ عمليات انتقام من سكان المنطقة، ويفند كل القصص التي يحاول الحزب نسجها على منوال قصة "فاطمة خزيم وأطفالها".

وأعلنت السلطات التركية في مدينة "أقجا قلعة" الحدودية مع سوريا، بأن عدد اللاجئين السوريين إلى المنطقة مؤخراً من مدينة رأس العين في الحسكة، قد بلغ نحو 1000 شخص مسجلين نتيجة الصراعات الدائرة فيها، بينما لازال الآلاف يتدفقون إلى المنطقة ذاتها.

محمد الحسين -الحسكة -زمان الوصل
(99)    هل أعجبتك المقالة (106)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي