وصف طبيب ومثقف مصري اللاجئين السوريين في بلاده بأنهم "شعب مجتهد، منتج، حيوي، ذو كرامة وعزة نفس".
وأضاف الدكتور "أحمد علي بدوي" في منشور على صفحته الشخصية في "فيسبوك" بعنوان "مشاهدات من واقع السوريين فى مصر":"لا تجد سورياً يمدّ يده ليشحذ، أو يتطفل بممارسة أعمال وهمية تحت بند تأدية خدمات -كأن يجول فى مواقف السيارات مُدّعيا أنه يمسح لك سيارتك طمعا فى ما يجود به كرمك-، لكنّ السوريين في مصر "شرعوا فى تأجير المحلات وإن صغرت مساحاتها أو تواضع مستواها، وافتتحوا المطاعم، وتجارة الخضار والفاكهة، والبقالات، ومن لم يستطع منهم أن يفعل، فإنه التحق بائعاً بمحلات الإلكترونيات والملابس بالمجمعات التجارية لكبرى".
واسترجع د. البدوي الصورة النمطية لـ"الإخوة الشوام المعروفين بأنهم تجار بالفطرة أو الموهبة، ولكن هذه الحقيقة أصبحت واقعاً وسلوكاً ملموساً حينما جاورونا وباعوا لنا واشترينا منهم".
فالتاجر السورى -حسب وصفه- "حلو اللسان، صبور على مماطلة الزبون، يراعى تجارته، شاطر فى عرض بضاعته وإقناعك بها، وتشعر أنه صادق وأمين حتى لو تعاملت معه مرة واحدة".
وأنصف د. أحمد بدوي المرأة السورية اللاجئة التي "لم نرَ منها -لا قدر الله - فى السلوك أو المظهر أو الزى ما قد يشين، أو يدفع إليه العوز والشتات من سلوك معيب".
وهي -كما يضيف-:"أخت تعمل بائعة فى محل وإن كان فى مُجمّع تجارى فخم" وتابع: "رغم امتلاء هذه المحلات بالبائعات المصريات، فالسوريات يعملن من منازلهن، سواء فى إعداد الوجبات السورية الجاهزة، أو بعض المهن النسائية بالضرورة".
وأوضح د. أحمد بدوي أنه تكلم مع سوريين كُثْر، ومعظمهم "لهم عمل ناجح، ودخل جيد فى مصر، لكن فى نفوسهم الحزن غالب، والشعور بالغربة طاغٍ. وأردف أن "حنينهم للشام مسيطر، وعيونهم مكسورة، لكنّ الجباه مرفوعة عالية، لا يثيرون المشاكل، لكن فى الحلق غصة، الأدب جم، وهم بحسب ما يقول "يكبتون الغريزة الشامية فى الرد على التطاول الصاع صاعين".
ونصح الطبيب المصري من أسماهم (ذوي الياقات المُنشاه) من زعماء المعارضة السورية فى عواصم أوروبا بالنزول إلى السوريين فى الشتات، وختم منشوره قائلاً إن "الشعب السورى لا يستحق أبدا خمس سنوات من الغربة المريرة ولابد من حلول" .
ويعيش في مصر أكثر من 80 ألف لاجئ سوري مسجَّلين في مفوضية اللاجئين، بينما تُقدّر الحكومة المصرية عدد السوريين الموجودين من 250 إلى 300 ألف شخص.
وكانت حالة اللاجئين السوريين في مصر- حسب تقرير للجنة السورية لحقوق الإنسان- "تُعدّ من أفضل الحالات نسبياً مقارنة مع بقية الدول المضيفة، إلا أن قرار السلطات المصرية بدأت مؤخراً بمنع دخول اللاجئين السوريين إلى البلاد، والتضييق على الموجودين فيها أصلاً، ما أثّر سلباً على حالتهم وأوضاعهم هناك".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية