انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لطفل وهو يبكي متشبثاً بنعش والده وهو عنصر في ميليشيات "حزب الله" اللبناني قتل في سوريا.
الصورة استوقفت أحد المقاتلين السوريين في جرود القلمون؛ فوجه رسالة إلى من وصفه بـ"طفل النعش":
جاء فيها:
"اسمع يا بني، أنا أب لخمسة أطفال استشهدوا جمعيهم في القصير الحبيبة، رغم أنني وقتها لم أكن أحمل السلاح، وكذلك أطفالي، وكبيرهم محمد الذي لم يكن قد بلغ العاشرة من عمره.
عندما شاهدت صورتك الأليمة تذكرت جثث أطفالي وهي ممددة أمامي، وأنا أعلم شدة الوجع الذي انتابك، ففي يوم دفنهم الذي تأخر لأكثر من أسبوع بسبب القصف الآتي من خلف الحدود لم أكن أعرف أي نعش أحضن قبل الآخر.
شاهدت صورة أطفالي فيك.
لكن وبعيداً عن العواطف، دعني أخاطبك ببعض الأشياء:
نحن لم نقتل والدك، نحن بالأمس القريب، وربما لم تكن أنت قد أبصرت النور بعد، تقاسمنا وأهلك وجع الظلم والحروب والتهجير، ولم نكن لنفرق بين أطفالنا وأطفالهم.
اسألهم عن حرب تموز 2006 وما قبلها؟
اسألهم عن رد الجميل في القصير وما بعدها؟
اسألهم عن دمشق وريفها، وعن حمص ودرعا وحلب؟
استحلفك بالله أن تسألهم عن سوريا، كل سوريا، سوريا الشعب وليس سوريا الأسد.
لم نتخيل يوماً بأنهم سيصبحون بلباس الطاغوت المحتل.
قل لهم يا ولدي
كفى دماً ودماراً
كفى تنكيلاً وتهجيراً
أطلب منك إيصال هذه الرسالة، لأنك أبلغ من معمم حقد قلبه أكثر سواداً من عمامته.
عسى أن يأتي اليوم الذي تنتفضون فيه على تجار الدم.
حتى ذلك التاريخ استودعك الله.
والدك ...".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية