تشير تعليقات المؤيدين تجاه أحداث "تحرير أريحا" من أيدي قوات نظام الأسد إلى حالة غير مسبوقة من التخبط واليأس، ما دفع باحثاً سورياً إلى وضع هذه التعليقات تحت مجهر علم النفس.
وشبّه الباحث "محمود عادل بادنجكي" حالة هؤلاء بحالة الإنسان الذي يمر بأربعة مراحل من تلقّيه نبأ كارثة حلّت به، وأولى هذه المراحل –كما يقول-مرحلة الصدمة: وفيها دهشة واستغراب وقد يمتنع عن الكلام لبعض الوقت. أما المرحلة الثانية فهي مرحلة الإنكار والرفض ثم مرحلة الحزن والكآبة، وأخيراً مرحلة التقبّل والاعتراف بالأمر الواقع، وأورد بادنجكي أمثلة على ذلك من واقع الموالين وتعاطيهم مع سقوط أريحا بأيدي الثوّار.
"زمان الوصل" رصدت جانباً من هذه التحولات من خلال صفحة لمؤيد يدعى "إياد الحسين" حيث يبدأ بالحديث في صفحته الشخصية عن "العيون التي تترقب أريحا" مضيفاً أن "أكثر من 1000 جرة غاز سقطت عليها منذ الصباح حتى اللحظة ولكنهم –يقصد الثوار– اجتمعوا كالجراد في محيطها، ويسترد المؤيد تفاؤله ليقول إن "بانتظارهم رجال مختصين بإبادة الحشرات".
وفي مرحلة تحول لاحقة يتحدث المؤيد عن مجموعات الدفاع الوطني من أهالي أريحا وإدلب التي بدأت "تشعل النار تحت خنازير جيش الفتح"، حسب وصفه، مضيفاً أن ذلك تمثل في "كمائن وقتص ومفخخات واشتباكات في أغلب أحياء المدينة".
ويكتب المؤيد بعد عشر دقائق: تحت عنوان "عاجل ومؤكد" مجموعات نخبة من القوات الرديفة تبدأ هجوماُ معاكساً باتجاه أريحا، ناسياً أو متناسياً أنه كان يتحدث منذ قليل عن هجوم لمجموعات الدفاع الوطني".
وهنا تفتر عزيمة الموالي الحسين فيرى أن شيئاً ما غير منطقي، غير طبيعي غير مفهوم يحدث، ويضيف: "كل مرة بدون مقاومة بدون ثبات بدون صمود"، مقراً أن أريحا ستكون بعد ساعتين بيد "الخنازير" -ودائماً بحسب وصفه.
ولكن المؤيد المذكور لا يكف عن التفاؤل المزيف، فيتحدث عن بقاء مقاومة عنيفة "استشهادية" على مدخل أريحا وفي جبل الأربعين من ضباط وقيادات يطلق عليهم صفة الـ"نبلاء الشجعان الذين يستحقرون فكر الهزيمة والإذلال" وهنا يبدو المؤيد وكأنه يستحضر باللاوعي الهروب الجماعي لجنود نظام الأسد وضباطه من مستشفى جسر الشغور التي لا تبعد سوى كيلو مترات عن أريحا ويصف هؤلاء "النبلاء الشجعان" بأنهم هم من يدفعون الثمن "ثمن خسة وجبن ونذالة البعض"، مضيفاً أن "أغلب قوات الجيش السوري والقوات الرديفة والأصدقاء انسحبت باتجاه أورم الجوز" التي اُعلن عن تحريرها فيما بعد.
ويتابع المؤيد في منشوره: "ما حدا يسألني شو عم يصير .. ما بعرف" ويضيف:"من ساعتين كانت الأمور ممتازة والمعنويات عال العال– ولعله يقصد معنوياته الشخصية–ويختم المنشور:"شو عم يصير مااااا بعرف!!"
والحالة الأخيرة في تحولات المؤيد الحيران اعترافه بسقوط أريحا بالكامل مدينة وقرى وجبلا، مقراً بأن "الهجوم المعاكس لم يستطع أن يفعل شيئاً، ولا المقاومة المدنية استطاعت أن تفعل أي شيء".
ويحلل المؤيد غير المصدق لما جرى بأسلوب تنظيري لا يقدم ولا يؤخر، فمن الناحية النظرية –كما يقول-"يبدو حجم القوات التي وُجدت في محيط أريحا من حيث العدد والعدة قادراً على تحرير اسطنبول".
ويعيد المؤيد المذكور تساؤلاته التي لا يجد لها جواباً "هلق شو رح يصير عالواقع ما حدا بيعرف".
ويختم: "باختصار عنا كل المقومات لنمسح عصابات جيش الفتح عن الأرض بأقل من شهر ولكن "نفتقد القرار والإدارة والإرادة".
وهي المزايا الموجود لدى الثوار -حسب اعترافه في منشور آخر- غير أن أغرب ما يكشف عنه هذا المؤيد، الإشارة إلى أن الثوار يحاربون نظام الأسد بقيادات شابة من مواليد الثمانينات والتسعينات، بينما جيش النظام أغلب قياداته من مواليد الخمسينات والستينات".




فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية