-قتل العشرات من حي الحميدية تحت التعذيب
-يبيع نفط التنظيم في مناطق سيطرة النظام
"طلال الدقاق"، اسم أصبح معروفا لدى معظم سكان مدينة حماه وريفها، بسبب سجله "الإجرامي" في السنوات الأربع الماضية، كما يقول سكان من مدينته حماه.
وورد اسم الدقاق كثيرا ضمن سلسلة تسريبات نشرتها "زمان الوصل" عن المخابرات الجوية والدفاع الوطني في حماه وريفها.
فمن هو طلال الدقاق؟ وكيف تم تجنيده من قبل المخابرات الجوية، وما هي أشهر جرائمه بحق ثوار مدينة أبي الفداء؟ وهل حقا أصبح الآن الحاكم العسكري الأول في حماه كما يشاع؟.
* قصته مع سهيل الحسن
يقول المدرّس محمد الحموي المعتقل السابق بفرع الأمن السياسي بحماه لـ"زمان الوصل": بعد المظاهرات المليونية التي شهدتها مدينة حماه في الأشهر الأولى لانطلاق الثورة السورية في العام 2011، دخل جيش النظام مدينة حماه في نهاية تموز/يوليو من العام نفسه، من أجل قمع الثورة.. فقتل واعتقل المئات من أبناء المدينة، كما نهب وسرق المحلات التجارية والمنازل في الأحياء الثائرة ضد النظام.
وأضاف الحموي: "ذهب طلال الدقاق (40 سنة)، كغيره من أبناء مدينة حماه، بعد إنتهاء حملة النظام العسكرية على المدينة، إلى مطار حماه، باحثا عن سيارة له ضائعة (سيارة أجرة)، فرآه ضابط المخابرات الجوية، سهيل الحسن، وأعجب بشخصه، حين رآه فارع الطول، عريض المنكبين، وعرض عليه أن يعمل معه كمندوب "شبيح"، فوافق الدقاق على الفور..وسرعان ما أصبح الساعد الأيمن لسهيل الحسن، القائد العسكري الأول بمحافظة حماه.
وذكر الحموي، أن العقيد سهيل الحسن، والمعروف حاليا بين مؤيدي النظام بـ"النمر"، سرعان ما سلّط "الشبيح طلال الدقاق"، على أهل حماه، ليسومهم سوء العذاب، وأصبح الآن الرجل الأول بحماه، بعد غياب المجرم "الحسن"، عن مدينة حماه لفترات زمنية طويلة، بعد تكليفه بقيادة المعارك ضد الثوار بمختلف المحافظات.
قتل العشرات من حي واحد
وأشار الحموي إلى الجريمة التي ارتكبها "شبيح حماه الأول"، منذ أكثر من ثلاثة أعوام، حيث قام باعتقال المئات من سكان حي الحميدية وحده، لم يفرج سوى عن 100 منهم مقابل مبالغ مالية كبيرة جدا، فيما لايزال الباقون مفقودين وسط أنباء عن مقتل العشرات منهم تحت التعذيب.
وأكد أن"الشبيح الدقاق"، الذي ينحدر من حي الحاضر (طريق حلب)، كرّر تجربة حي الحميدية المؤلمة، في معظم أحياء حماه الثائرة ضد النظام، حتى أصبح اسمه يمثل الرعب لسكان مدينة أبي الفداء.
له نصف أرباح التجار!!
ويقول الشاب الحموي مهند، والنازح إلى الريف الشمالي من حمص خوفا من الاعتقال: كل تاجر حموي، يأتي بسلعة، سواء كانت حبوبا، أوغيرها، فإن للدقاق، الذي منحه سهيل الحسن رتبة نقيب شرف، نصف الأرباح تدفع كخوة له.
وأضاف مهند بأن الدقاق استولى على معظم محطات الوقود داخل المدينة، التي أغلقها النظام لمخالفتها تعليماته، وبدأ يبيع فيها نفط تنظيم "الدولة الإسلامية"، القادم تهريبا من الرقة ودير الزور، وبالأسعار التي يراها مناسبة له.
طرد السكان من منازلهم
ويتهم سكان في حي البياض "شبيح حماه الأول"،والتي سمعناها بأنه طرد السكان من شققهم السكنية الموجودة في ساحة جامع بلال بالحي ،لأنها تطل على مطار حماه العسكري. وأسكان فيها مرتزقته أو أي شخص له علاقة معه.
وكشف مصدر مقرب من الدقاق أن الأخير اشترى مؤخرا معرض سيارات بالحي المذكور وعشرات المحلات التجارية في مركز المدينة، مضيفا بأن "الدقاق"، الذي أصبح من أغنى أغنياء حماه بسبب أعماله التشبيحية، ساعد قوات النظام في جميع عمليات الدهم، والاعتقالات التي جرت بحماه منذ تجنيده بالمخابرات الجوية بالنصف الثاني من العام 2011.
وأكد المصدر أن النظام يعتمد على الدقاق في معظم مهماته القمعية داخل حماه، ويستطيع إطلاق سراح أي سجين بفرع المخابرات الجوية بحماه مقابل مبالغ مالية ضخمة.
توبيخ المصلين وتعذيب المعتقلين
بعض سكان مدينة حماه المقربين من "الدقاق"، يصفونه بـ"المجنون"، بسبب تصرفاته غير المفهومة في بعض الأحيان..فمثلا اعتلى منبر أحد المساجد أثنا خطبة الجمعة، وبدأ بتوبيخ المصلّين نتيجة تصرفات أولادهم غير الأخلاقية، حسب زعمه، بالمقاهي والحدائق العامة.
وقال الدقاق: "كيف ترضون ياأهالي حماه بالفلتان الأخلاقي لأولادكم، الذي يحدث بالحدائق العامة وغيرها.. معتبرا بأن "حماه لها طابعها الديني المحافظ"، داعيا أهلها إلى اللجوء إليه في حال تعرضهم لأي مشكلة تواجهم، وأنه على استعداد لمساعدة أي شخص من أهل مدينته، متناسيا الجرائم التي يقوم بها بحق شباب حماه الثائر على النظام.
من جانب آخر قال أحد المعتقلين السابقين بفرع المخابرات الجوية بحماه: إن أكثر الناس معرفة بأعمال "الدقاق"، هم المعتقلون، لأنه الحديث اليومي لهم وشغلهم الشاغل، وعذّب البعض منهم بوحشية.
وأضاف في حديثه لـ"زمان الوصل"، أنه في أحيان كثيرة، يدخل فجأة على مهاجع المعتقلين بفرع الجوية بحماه، ويقوم بحرق أجسام المعتقلين بأعقاب السجائر، وضربهم بأدوات حادة، وأحيانا يتصرف عكس ذلك تماما، حيث يدخل على زنزانات المعتقلين بمطار حماه، وببحث عن أبناء مدينته، ليقوم بإطعامهم وإعطاء السجائر لمن كان يدخّن.
بقي أن نشير إلى أن الدقاق تعرض لمحاولات اغتيال عديدة، آخرها الشهر الماضي، إثر كمين للثوار نصبوه له ولقائد مطار حماه العسكري على طريق حماه-الغاب، لم يسفر عن أي نتيجة.
حماه -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية