الحسكة.. أنباء عن عملية إنزال أمريكية في "الجبسة" وتنظيم "الدولة" يلوذ بالصمت

تضاربت الروايات حول حدوث عملية إنزال جوي للقوات الأمريكية في محيط معمل غاز الجبسة قرب مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، على غرار ما حصل في حقل العمر النفطي في دير الزور قبل أكثر من أسبوع، وسط صمت تنظيم "الدولة"، الذي لم يؤكد أو ينفِ حصول هكذا عملية.

طائرات التحالف، استهدفت في تمام الساعة العاشر من ليل الأحد، معمل غاز الجبسة، الواقع على بعد (15 كم) إلى الشرق من مدينة الشدادي، ما أدى إلى تدمير محطة الضغط بشكل شبه كامل، ومقتل أحد حراس المعمل، ما أثار خوف العاملين المديين فيه، خشية استهدافه من جديد في حال تم تشغيله.

وقال الناشط "ملاذ اليوسف" من مركز الحسكة، الإعلامي إن معمل الغاز متوقف عن العمل منذ عدة أشهر، ويضم أكثر من 390 موظفا مدنيا، حتى بعد خروجه عن سيطرة قوات النظام.

وأضاف أن تنظيم "الدولة الإسلامية"، يقوم بتعبئة الغاز المنزلي منه، ويتقاضى مبلغا من المال من نظام الأسد مقابل تشغيله، إلى أن اندلعت الاشتباكات الأخيرة في محيط مدينة الحسكة، حيث تم إيقاف العمل نتيجة اشتداد المعارك بين الطرفين.

وأشار اليوسف إلى أن "حالة الخوف والقلق تسود بين المدنيين في مدينة الشدادي، خشية قصف طيران النظام أو التحالف للمدينة، بالإضافة لتقدم مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي، تحت غطاء طيران التحالف باتجاه جنوب الحسكة، خاصة بعد سيطرته على 221 بلدة وقرية عربية في الريف الغربي، ما يعني أن التحالف لا يعمل على تمكين الحزب في المناطق التي يسكنها الأكراد فقط إنما امتدت إلى مناطق لا يوجد بها الأكراد.

ولفت إلى أن "التنظيم يسيطر حاليا على 3 معامل غاز تابعة للشركة السورية للغاز (SGC) من أصل 6 معامل وهو قريب جدا من معملين آخرين في الشاعر، والفرقلس بحمص، وذلك بعد سيطرته على معمل غاز الشدادي، ومعمل غاز الطابية (كونيكو) بريف دير الزور، ومعمل غاز الهيل بتدمر".

وتتعرض مناطق عدة خاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة" بالحسكة لقصف طيران التحالف الدولي، ما ولّد حالة من الخوف الشديد بين المدنيين في بلدات الريف الجنوبي، فدفعتهم للنزوح عنها إلى الريف القريب، أو إلى دير الزور.

بينما هُجر آخرون يعدون بآلاف الأسر إلى الأراضي التركية، خاصة بعد سقوط بعض العائلات ضحايا القصف في "تل حميس" و"المبروكة" غرب المحافظة.

واستهدفت الغارات إلى جانب معمل الغاز، حقل كبيبة الذي يحوي أكثر من 100 بئر نفطي لوحده، ويتبع لمديرية حقول الجبسة التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة"، وتضم آلاف الآبار منتشرة بحقول الشدادي وحقول ريف دير الزور، وحقول الطبقة بالرقة، وحقل الحفر بحمص.

وكانت قوة "دلتا" التابعة للجيش الأميركي نفذت، فجر السبت 16 أيار/ مايو الجاري، عملية إنزال في حقل العمر بدير الزور، مستخدمة مروحيات "بلاك هوك" و"أوسبري"، حسب ما نقلت شبكة CNN الأميركية.

العملية الأمريكية، التي أسفرت عن مقتل "أبو سياف" المسؤول عن عمليات إدارة النفط والغاز، والذي يشكل مصدرا رئيسيا لتمويل التنظيم من وراء الكواليس حيث خلق الإيرادات، سبقها بــ 24 ساعة تقريباً تحليق لطائرات بذات المواصفات فوق مناطق سيطرة النظام وحزب الاتحاد الديمقراطي في محافظة الحسكة.