أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

موالو النظام في قرى البادية السورية يهربون من شبح التنظيم

حي جورة الشياح في حمص - أرشيف

ذكرت مصادر خاصة مطلعة في حمص لـ"زمان الوصل" أن حالات نزوح لافتة شهدتها القرى الموالية لنظام الأسد الواقعة في الريف الشرقي، باتجاه أحياء مدينة حمص والقرى الموالية الموجودة في ريف المحافظة الغربي.

وأشارت المصادر إلى أن عشرات الأسر تركوا بيوتهم وقراهم خلال شهر نيسان/ابريل الفائت، مؤكدة أن حركة النزوح ازدارت بشكل مضطرد خلال الأيام الأخيرة بالتزامن مع التطورات الدراماتيكية المتلاحقة التي شهدتها وماتزال المناطق الواقعة في الريف الشرقي التي توجت بسيطرة تنظيم "الدولة" مؤخرا على مدينة تدمر، بعد أيام من سيطرتها على "السخنة"، عدا عن معارك كر وفر لم تتوقف في تلك المناطق، خاصة على أسوار مطار "تيفور-T4" العسكري وحقل شاعر للغاز، الأمر الذي شكل بحسب مراقبين إرباكا لقوات الأسد والميليشيات الطائفية التي تقاتل معها والمنهكة أصلا، وخلق في الوقت نفسه حالة من الهلع عند مؤيدي الأسد التي تتاخم قراهم المناطق التي تشتد فيها المعارك العسكرية بين جيش النظام والتنظيم المذكور.

وعمد نظام الأسد إلى تحويل قرى مؤيديه إلى ثكنات عسكرية منذ بداية الثورة، كما تعد تلك القرى خزانات المقاتلين وعناصر الميليشيات المحلية التي ارتكبت مجازر في المناطق الثائرة، كما يقول ناشطون.

وفي سياق قريب ذكرت صفحات مؤيد للنظام أن أكثر من ست آليات عسكرية انسحبت من قرية "بري" وناحية السعن ومحيطها، متوجهة إلى مدينة السلمية بريف حماة، في إجراء يُعتبر بمثابة "تجميع" لقوات النظام.

فيما أكدت مصادر أخرى أن الأمر نفسه حصل مع قوات وآليات النظام المتمركزة على أطراف "حوش حجو" و"السعن الأسود"، مشيرة إلى أن أرتالا من هذه القوات بدأت بالتحشد بجانب الكليتين العسكريتين (هندسة الميدان والحرب الكيميائية) الواقعتين جنوب شرق بلدة المشرفة (16 كم شرقي حمص).

ونقلت مصادر خاصة عن شهود عيان في نفس المنطقة إنهم شاهدوا أعدادا كثيرة من السيارات على طريق عام حمص -سلمية تحمل أمتعة وأثاثا منزليا وتقل عائلات من القرى المؤيدة للنظام جلهم من النساء والأطفال وكبار السن، مشيرين إلى أن وجهتم كانت مدينة حمص.

وخصت المصادر حركة النزوح من قرى المشرفة والجابرية ذات الأغلبية العلوية، وبعض القرى التي يقطنها الشيعة مثل "أم العمد، الثابتية، الكاظمية والأشرفية"، فيما تحدث ناشطون من داخل ريف حمص الشرقي لـ"زمان الوصل" عن حركة إخلاء عشرات القرى الموالية من سكانها من ريف منطقة المخرم الفوقاني كالعثمانية وجب الجراح، عدا عن القرى الموالية المتاخمة للقطع والوحدات العسكرية التابعة للنظام والواقعة في الريف الشرقي الجنوبي كالمضابع والدردغان والشعيرات وغيرها.

*اهتزاز ثقة الموالين بنظامهم
ونقل مصدر عن أحد النازحين قوله: "لم يعد لنا ثقة بأحد"، في إشارة إلى اختلال الثقة بين النظام وجيشه من جهة وبين مؤيديه من جهة أخرى. وتابع النازح: "لن نتتظر حتى تأتي داعش (تنظيم الدولة) لتذبحنا مع نسائنا وأطفالنا".

وأكد الناشط عبد الحسيب الحمصي أن عددا من العائلات النازحة من تلك القرى قامت السلطات المحلية التابعة للنظام بإسكانها في حي كرم الزيتون الخالي من سكانه بعد قام النظام في بداية عام 2012 بتهجيرهم عقب ارتكاب شبيحته مذابح مروعة بحق سكانه الأصليين.

وينحدر من ريف حمص الشرقي العديد من مسؤولي النظام الأمنيين والعسكريين و"المدنيين"، في مقدمتهم بثينة شعبان، مستشارة الأسد، فضلا عن العديد من المسؤولين الأمنيين والعسكريين على مدى حكم الأسدين.
كما يعد ريف حمص الشرقي مسقط رأس الضابط محمد عمران الذي شكل مع حافظ الأسد وصلاح جديد ماسُمي باللجنة العسكرية التي خططت لانقلاب 8 آذار الذي جاء بحزب البعث إلى السلطة ثم مالبث أن انقلب الأسد على رفيقيه للوصول إلى كرسي الحكم.

وتقول معلومات تاريخية إن الدولة العثمانية، التي لم يتوقف مؤيدو الأسد و"إعلامه" عن الافتراء عليها منذ بدء الثورة السورية، إن لها الفضل الكبير واليد الطولى بحقن دماء أبناء الطائفة العلوية نتيجة المواجهات الدامية التي كانت تجري بين العشائر المكونة لتلك الطائفة، وتم ذلك عبر إسكان الكثير من فقرائهم في الأراضي الزراعية الشاسعة المملوكة للدولة "الأراضي الأميرية"، الواقعة في الريف الشرقي الواسع الممتد بين محافظتي حمص وحماة.

مأمون أبو محمد -حمص -زمان الوصل
(104)    هل أعجبتك المقالة (102)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي