وجه أحد أبرز شرعيي "جبهة النصرة" وقاداتها المعروفين نقدا حادا إلى "شرعيي" الجماعات المحسوبة على التيار الجهادي، مشبها إياهم بعلماء السلاطين، حيث يوالي هؤلاء الشرعيون جماعاتهم على كل حال كان خطأ أم صوابا، كما يوالي علماء البلاط قادتهم ورؤساءهم.
وقال "أبو مارية القحطاني" الذي كان يتولى منصب "الشرعي العام لجبهة النصرة"، إن "جامية الجماعات تبدو أشد من جامية الحكام في تكميم الأفواه"، و"الجامية" تيار يعظّم السلطان ويتشدد في وجوب طاعته وعدم مخالفته.
وفي سلسلة تغريدات نشرها على حسابه الرسمي اليوم الأربعاء، قال "القحطاني": "جامية الجماعات سبقوا جامية الحكام فجعلوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر طعنا في الجماعة، وجعلوا انتقاد شخص الأمراء هو الطعن بالذات الإميرية، وهذا تجده عند غالب الجماعات، بل ربما عند جميع الجماعات وصارت كل جماعة ترى الحق بنفسها وغيرها على ضلال".
وأشار "القحطاني" إلى أن شرعيي الجماعات يجتهدون في تسويغ أخطاء جماعاتهم، كما يجتهد علماء السلطة في تجميل انتهاكاتها، قائلا: "غالب شرعيي الجماعات هم بمنزلة موظفي الأوقاف التابعين للحكومات، ومنهم من هو بمنزلة علماء السلاطين، تجده ثاني عطفه ليرقّع ما وقعت به جماعته".
ونوه "القحطاني" إلى استقلاليته فيما يكتب، دون أن يهتم بموافقة فلان أو مخالفته، معلقا: "قلمي ليس بأجير، فمن حقي أن أكتب ما يوافق شرع الله وما أراه حقا لا ما يوافق أفكار فلان ومنهج فلان، وليس من حقك أن تلزمني بما تلزمك به أفكارك".
وعرف "أبو مارية" بنقده الصريح لأخطاء الجماعات المحسوبة على التيار الجهادي، وهجومه على ما يسمى "أخوة المنهج" التي تجعل انتهاكات فريق ما مسوغة ومقبولة، لمجرد انتماء هذا الفريق إلى نفس المذهب والعقيدة، بينما يمكن أن ينعت مرتكبها بالفسق بل والكفر، إن كان من فريق آخر لايدين بنفس "المنهج".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية