نعت مليشيا "حزب الله" قتيلا جديدا سقط في معاركها التي تخوضها في القلمون، حيث تحاول السيطرة على قمم وتلال استراتيجية، تضمن لهم الإشراف والسيطرة النارية على مساحات واسعة من منطقة الحدود اللبنانية السورية.
ولكن القتيل الذي نعته المليشيا ووصفته بالقائد، ليس كأي قتيل سابق، رغم أهمية من فقدتهم المليشيا خلال تدخلها في الشأن السوري، فالقتيل الذي قضى قبل ساعات في جرود القلمون ويدعى "غسان فقيه" ويلقب "ساجد الطيري" كان خامس خمسة في حرب تموز 2006، ممن كان على اطلاع بامتلاك "حزب الله" صواريخ كورنيت المضادة للدروع، التي كان لها دور كبير في تلك الحرب، ما يوضح مدى التصاقه بزعامة المليشيا وأمينها العام "حسن نصرالله" إلى درجة خولته معرفة سر عسكري يتعلق بسلاح نوعي جدا في عرف المليشيات.
ونظرا لكونه من الدائرة الضيقة جدا، فقد وقع اختيار "نصر الله" على "ساجد" ليتولى قيادة عمليات المليشيا في حلب وريفها، أيام كان الثوار يتقدمون فيها بخطى حثيثة، مكنتهم من السيطرة على قرابة ثلثي المدينة، وأجزاء واسعة من ريفها.
وأدى "ساجد" الدور المطلوب منه في حلب، فأوقف الانهيار الوشيك لقوات بشار الأسد هناك، فما كان من "نصرالله" إلا أن وجهه نحو مهمة أكبر تتجسد في قيادة عمليات السيطرة على جرود القلمون، وهي مناطق شديدة الوعورة عالية القمم، تعطي لمن يستولي عليها تفوقا، يمليه عامل الجغرافيا، المتمثل في ارتفاعها وقساوة تضاريسها فضلا عن ملاصقتها للحدود اللبنانية السورية.
وتولى "ساجد" قبل مقتله على يد "جيش الفتح في القلمون" معركة "تل الثلاجة" الذي فشلت المليشيا في السيطرة عليه، وتلقت فيه خسائر مؤثرة (8 مرتزقة)، كان أفدحها خسارة "ساجد".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية