نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن "مصدر مقرب" من نظام بشار الأسد قوله إن " تقسيم سوريا بات خيارا لا مفر منه"، في ضوء الهزائم المتتالية لجيش النظام ومرتزقته.
وقالت "فرانس برس" في تقرير لها إن انسحاب قوات النظام الخميس من مدينة تدمر الأثرية في وسط سوريا التي باتت تحت سيطرة مقاتلي تنظيم "الدولة" يعزز فرضية التقسيم المناطقي، ناقلة عن الأستاذ الجامعي والخبير في الشؤون السورية "توماس بييريه" ترجيحه أن يكون لدى النظام إمكانية السيطرة طويلا على النصف الجنوبي الغربي من سوريا، لكن من شأن سلسلة خسائر متلاحقة أن تضعفه من الداخل.
ورأى "بييريه" أن على النظام "حتى يتمكن من الاستمرار، أن يخفض سقف توقعاته ويركز على محور دمشق حمص الساحل".
فيما قال رئيس تحرير صحيفة "الوطن" التابعة للنظام "وضاح عبد ربه": "من المفهوم تماما أن يتراجع الجيش السوري لحماية المدن الكبرى حيث يوجد القسم الأكبر من السكان الذين فر بعضهم من مقاتلي الدولة الإسلامية وجبهة النصرة". مضيفا: "على العالم أن يتحمل مسؤولياته ضد الارهاب ولم يعد على الجيش السوري أن يفعل ذلك لوحده".
وعقّب مصدر سياسي قريب من النظام، قائلا: "بات تقسيم سوريا خيارا لا مفر منه، يريد النظام السيطرة على الشريط الساحلي ومدينتي حمص وحماة في وسط البلاد والعاصمة". لافتا إلى وجود "خطوط حمر وضعها النظام ولا يمكن تجاوزها وتتمثل بـطريق دمشق بيروت الدولية وطريق دمشق حمص الدولية، إضافة إلى مناطق الساحل كمدينتي طرطوس واللاذقية".
وشّبه دبلوماسي أجنبي يتردد بانتظام إلى دمشق جيش النظام بأنه بات "كحرس إمبراطوري مهمته حماية النظام". موضحا: "أركان النظام قلقون بالتأكيد لكنهم ليسوا في وضع حرج لاقتناعهم بأن إيران وروسيا لن تتخليا عنهم".
الباحث المتخصص في الشؤون العسكرية لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن "آرام نرغيزيان"، قال "يبدو أن النظام قد بدأ الاستعداد لفكرة حماية مناطقه الأساسية وجعلها آمنة في ظل وجود 175 ألف عنصر تحت إمرته، ينضوون في صفوف الجيش والمليشيات ومقاتلي حزب الله والمقاتلين الشيعة الأفغان".
وتابع: "على كل حال لا شيء يشير إلى انهيار قريب للنظام، خصوصا إذا غير استراتيجيته. وحتى لو بدا محبطا للبعض، لكن من شأن استراتيجية أقل هجومية أن تخفف الضغط على خطوط إمداداته وتعطي قيادته هامشا أكبر للمناورة".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية